كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 13)

-[استحباب حلاقة رأس المولود والتصدق بوزن شعره من فضة]-
(3) باب وقت العقيقة وتسمية المولود وحلق رأسه والتصدُّق بوزن شعره من فضَّة
(16) عن أبي رافعٍ (مولى رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم ورضي عنه) قال لما ولدت فاطمة حسنًا قالت ألا أعقُّ عن ابني بدمٍ؟ (1) قال لا، ولكن احلقي رأسه وتصدَّقي بوزن شعره من فضَّة على المساكين والأوفاض، وكان الأوفاض ناسًا من أصحاب رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم محتاجين في المسجد أو في الصفة، وقال أبو النضر (2) من الورق على الأوفاض يعني أهل الصفة أو على المساكين، ففعلت ذلك قالت فلما ولدت حسنًا فعلت مثل ذلك (وعنه من طريق ثان) (3) أن الحسن بن عليٍّ لما ولد أرادت أمُّه فاطمة أن تعقَّ عنه بكبشين فقال لا تعقِّي عنه (4)
__________
(16) عن أبي رافع (سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا ابن النمير قال أنا شريك وأبو النضر قال ثنا شريك عن عبد الله بن محمد بن عقيل عن علي بن حسين عن أبي رافع - الحديث" (غريبه) (1) هكذا في الأصل "قالت ألا أعق عن ابني بدم" وذكره الحافظ في الفتح مستشهدًا به؛ وعزاه للإمام أحمد بلفظ "قالت يا رسول الله" فإما أن تكون كلمة "يا رسول الله" سقطت من الناسخ أو لم تذكر في الرواية للعلم بها من السياق والله أعلم، ومعنى قوله صلَّى الله عليه وسلَّم لا، أنه لم يوافق على العقيقة وإنما أمرها بحلق رأسه والتصدق بزنة شعره من فضة، وهذا ينافي ما تقدم من أمره صلَّى الله عليه وسلَّم بالعقيقة والحث عليها، وقد جمع الحافظ العراقي في شرح الترمذي بين هذا وبين ما تقدم من الأمر بالعقيقة باحتمال أنه صلَّى الله عليه وسلَّم كان عق عنه ثم استأذنته فاطمة أن تعق هي عنه أيضًا فمنعها اهـ (قال الحافظ) ويحتمل أن يكون منعها لضيق ما عندهم حينئذٍ فأرشدها إلى نوع من الصدقة أخف، ثم تيسر له عن قرب ما عق به عنه اهـ (2) يعني أحد الراويين اللذين روى عنهما ابن نميرٍ هذا الحديث أنه قال في روايته وتصدقي بوزن شعره من الورق بدل قوله من فضة والمعنى واحد، فإن الورق هو الفضة "وأو" للشك يعني أنه يشك هل قال على الأوفاض أو على المساكين، وقد جمعتهما الرواية السابقة (3) (سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا زكريا بن عدي قال أخبرني عبيد الله يعني ابن عمرو عن عبد الله بن محمد بن عقيل قال فسألت علي بن الحسين فحدثني عن أبي رافع مولى رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم أن الحسن بن عليٍّ لما ولد - الحديث (4) جاء في مجمع الزوائد وعزاه للإمام أحمد والطبراني في الكبير بلفظ "فقال

الصفحة 126