كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 13)

-[كلام العلماء في تفسير لفظ "ويدمى" بدل ويسمى]-
قال كل غلام مرتهن بعقيقةٍ تذبح يوم سابعه، ويحلق رأسه ويدمَّى (1) وعنه من طريق ثان) (2) عن النبي صلَّى الله عليه وسلَّم مثله (3) إلا أنه قال ويسمَّى، قال همَّام في حديثه وراجعناه ويدمَّى (4) قال همَّام فكان قتادة يصف الدَّم فيقول إذا ذبح العقيقة تؤخذ صوفة فتستقبل أوداج (5) الذَّبيحة، ثمَّ توضع على يافوخ (6)
__________
ثنا همام ثنا قتادة عن الحسن عن سمرة أن النبي صلَّى الله عليه وسلَّم قال كل غلام - الحديث" (1) هكذا في هذه الرواية "ويدمى" بالدال المهملة بدل السين المهملة في قوله "ويسمى" في الحديث السابق، وجاء ويدمى أيضًا بالدال المهملة في رواية لأبي داود (قال الحافظ) وقد اختلف فيها أصحاب قتادة فقال أكثرهم يسمى بالسين، وقال همام عن قتادة يدمى بالدال (قال أبو داود) خولف همام وهو وهم منه ولا يؤخذ به، قال ويسمى أصح، ثم ذكره من رواية غير قتادة بلفظ ويسمى، واستشكل ما قاله أبو داود بما في بقية رواية همام عنده أنهم سألوا قتادة عن الدم كيف يصنع به؟ فقال إذا ذبحت العقيقة أخذت منها صوفة واستقبلت به أوداجها ثم توضع على يافوخ الصبي حتى يسيل على رأسه مثل الخيط ثم يغسل رأسه بعد ويحلق، فيبعد مع هذا الضبط أن يقال إن همامًا وهم عن قتادة في قوله ويدمى، إلا أن يقال إن أصل الحديث ويسمى وأن قتادة ذكر الدم حاكيًا عما كان أهل الجاهلية يصنعونه، ومن ثم قال ابن عبد البر لا يحتمل همام في هذا الذي انفرد به فإن كان حفظه فهو منسوخ اهـ (قلت) وقال ابن حزم في المحلى في قول أبي داود "وهو وهم من همام" قال بل وهم أبو داود، لأن همامًا ثبت وبين أنهم سألوا قتادة عن صفة التدمية المذكورة فوصفها لهم اهـ (2) (سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا عفان ثنا أبان العطار ثنا قتادة عن الحسن عن سمرة عن النبي صلَّى الله عليه وسلَّم مثله (3) يعني مثل الطريق الأولى، وهذا اختصار من الأصل لا من صنعي (4) الظاهر أن قوله ويدمى مقول القول وكلمة وراجعناه معترضه بين القول ومقوله، والمعنى قال همام في حديثه ويدمي، وراجعناه في هذا القول فقال كان قتادة يصف الدم إلخ، وإنما ذكر همام قول قتادة ليبرهن لهم أنه سمعه من قتادة بلفظ "ويدمى" وأنه ليس واهمًا فيما سمع لأن قتادة كان يصف الدم إلخ، ومع هذا فلم يسلَّم من نسبة الوهم إليه والله أعلم (5) جمع ودج بالتحريك وهي ما أحاط بالعنق من العروق التي يقطعها الذابح، وقيل الودجان عرقان غليظان عن جانبي ثُغرة النحر (6) هو حيث التقى عظم مقدم الرأس ومؤخره، ذكره في القاموس

الصفحة 128