كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 13)

-[كيفية تحنيك المولود وبأي شيء يكون]-
(4) باب التأذين في أذني المولود حين يولد وتحنيكه بعد ذلك
(19) عن أبي رافعٍ (مولى رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم ورضي عنه) قال رأيت رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم أذَّن في أذني الحسن (1) حين ولدته فاطمة بالصَّلاة.
(20) عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال انطلقت بعبد الله بن أبي طلحة (2) إلى رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم حين ولد فأتيت النبي صلَّى الله عليه وسلَّم وهو في عباءة (3) يهنأ بعيرًا له، فقال لي أمعك تمر؟ قلت نعم، فتناول تمرات فألقاهنَّ في فيه فلاكهنَّ (4)
__________
وقتادة والأوزاعي (وقال مالك) لايسمى ما لم يستهل صارخًا والله أعلم.
(19) عن أبي رافع (سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا يحيى وعبد الرحمن عن سفيان عن عاصم بن عبيد الله بن أبي رافع عن أبيه قال رأيت رسول الله - الحديث" (غريبه) (1) جاء في حديث الحسن بن علي رضي الله عنهما مرفوعًا بلفظ من ولد له مولود فأذن في أذنه اليمنى وأقام في اليسرى لم تضره أم الصبيان (قلت) في التلخيص وأم الصبيان هي التابعة من الجن (عل) وابن السني، أورده الحافظ في التلخيص ولم يتكلم عليه، ولعل المراد بقوله أذن في أذني الحسن أنه أذن في أذنه اليمنى وأقام في اليسرى وأطلق بفظ الأذان على الإقامة لأنها تعلم بالدخول في الصلاة كما أن الأذان إعلام بدخول الوقت، وقد جاء إطلاق الأذان على الإقامة في قوله صلَّى الله عليه وسلَّم بين كل أذانين صلاة، وتقدم في باب ما جاء في الركعتين قبل المغرب رقم 971 صحفيةة 218 في الجزء الرابع (تخريجه) (د. مذ. ك. هق) وصححه الترمذي.
(20) عن أنس بن مالك (سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا مؤمل وعفان قالا ثنا حماد ثنا ثابت عن أنس - الحديث" (غريبه) (2) اسم أبي طلحة زيد بن سهل وهو زوج أم سليم والدة أنس بن مالك رضي الله عنهم (3) العباءة معروفة وهي ممدودة، يقال فيها عباية بالياء وجمع العباءة العباء (وقوله يهنأ) بهمز آخره أي يطليه بالقطران، وهو الهناء بكسر الهاء والمد يقال هنأت البعير أهنؤه (4) أي مضغهن النبي صلَّى الله عليه وسلَّم حتى صرن مائعًا يبتلع (قال أهل اللغة) اللوك مختص بمضع الشيء الصلب (وقوله ثم حنكه) التحنيك وضع شيء من التمر بعد مضغه جيدًا داخل فم الصبي وتدليك حنكه به من الداخل حتى ينزل إلى جوفه منه شيء. وقيس بالتمر الحلو، وفي معنى التمر الرطب، والحكمة فيه التفاؤل بالإيمان، لأن التمر من الشجرة التي شبهها النبي صلَّى الله عليه وسلَّم بالإيمان؛ لا سيما

الصفحة 133