كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 13)

-[حكم تحنيك المولود واستحبابه من الصالحين واستحباب التسمية بأسماء الأنبياء]-
(أبواب الأسماء والكنى والألقاب)
(1) باب أحبُّ الأسماء إلى الله عزَّ وجلَّ وإلى رسوله صلَّى الله عليه وسلَّم
(23) عن ابن عمر رضي الله عنهما قال كان أحبُّ الأسماء إلى رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم عبد الله وعبد الرَّحمن (1) (وعنه من طريق ثان) (2) عن النبي صلَّى الله عليه وسلَّم قال إن من أحسن أسمائكم عبد الله وعبد الرَّحمن.
__________
كما كانت فطرة الله التي فطر الناس عليها سابقة على تغيير الشيطان لها ونقله عنها، ولغير ذلك من الحكم والله أعلم اهـ (وحديث أنس وما بعده) مع ما في الزوائد من هذا الباب تدل على مشروعية تحنيك المولود بتمر، فإن تعذر فما في معناه كرطب وعجوة ونحو ذلك من الحلو (قال النووي) وهو سنة بالإجماع، ويستحب أن يحنكه صالح من رجل أو امرأة (وفيه) التبرك بآثار الصالحين وريقهم (ويستفاد من حديث أنس) جواز لبس العباءة والتواضع وتعاطي الكبير أشغاله لنفسه وأنه لا ينقص ذلك مروءته (وفيه) استحباب التسمية بعبد الله وفيه جواز تسمية المولود يوم ولادته (وفيه) استحباب تفويض التسمية إلى صالح فيختار له اسمًا يرتضيه (وفي حديث أبي موسى) استحباب التسمية بأسماء الأنبياء، وإليه ذهب جمهور العلماء والله أعلم.
(23) عن ابن عمر (سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا عبد الوهاب ابن عطاء أنا عبد الله عن نافع عن ابن عمر - الحديث" (غريبه) (1) جاء عند مسلم بلفظ "إن أحب أسمائكم إلى الله عبد الله وعبد الرحمن، وفيه استحباب التسمية بهذين الاسمين وتفضيلهما على سائر ما يسمى به (قال القرطبي) يلحق بهذين الاسمين ما كان مثلهما عبد الرحيم وعبد الملك وعبد الصمد، وإنما كانت أحب إلى الله لأنها تضمنت ما هو وصف واجب لله تعالى وما هو وصف للإثبات وواجب له وهو العبودية (وقيل) الحكمة في الاختصار على الإسمين وهما لفظة الله ولفظ الرحمن لأنه لم يقع في القرآن إضافة عبد إلى اسم من أسماء الله تعالى غيرهما قال تعالى "وأنه لما قام عبد الله يدعوه" وقال في آية أخرى "وعباد الرحمن" ويؤيده قوله تعالى "قد ادعوا الله أو ادعوا الرحمن".
(2) (سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا وكيع ثنا العمري عن نافع عن ابن عمر عن النبي صلَّى الله عليه وسلَّم قال إن من أحسن أسمائكم (تخريجه) (م. د. جه. وغيرهما) ولفظ أبي داود وابن ماجه عن ابن عمر مرفوعًا أحب الأسماء إلى الله تعالى عبد الله وعبد الرحمن

الصفحة 136