كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 13)

-[كلام العلماء في حكم التسمى بأسماء الأنبياء]-
(3) باب من سماهم النبي صلى الله عليه وسلم وغير أسماءهم لمصلحة
(39) عن علي رضي الله عنه قال لما ولد الحسن سميته حربًا، فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال أروني ابني ما سميتموه؟ قال قلت حربًا قال بل هو حسن، فلما ولد الحسين سميته حربًا، فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال أروني ابني ما سميتموه؟ قال قلت حربا، قال بل هو حسين، فلما ولد الثالث سميته
__________
وكتب عمر إلى الكوفة لا تسموا أحدا باسم نبي، وأمر جماعة بالمدينة بتغيير أسماء أبنائهم محمد حتى ذكر له جماعة أن النبي صلى الله عليه وسلم أذن لهم في ذلك وسماهم به فتركهم، وقد جاءت هذه القصة في حديث عبد الرحمن بن أبي ليلي المذكور في الباب (قال القاضي عياض) رحمه الله والأشبه أن فعل عمر هذا إعظام لاسم النبي صلى الله عليه وسلم لئلا ينتهك الاسم كما سبق في الحديث تسمونهم محمدا ثم تلعنونهم أهـ. هكذا ذكره القاضي عياض بثم بدل الواو، وقد ذكرته بالواو كالأصل المنقول منه (وفي نظري) أن أعدل المذاهب المذهب الرابع، وقال ابن أبي جمرة رحمه الله الأولى الأخذ بالمذهب الأول فإنه أبرأ للذمة وأعظم للحرمة والله تعالى أعلم (فائدة) قال الحافظ ابن القيم في كتابه (تحفة الودود بأحكام المولود) اختلف في كراهة التسمي بأسماء الأنبياء على قولين (أحدهما) أنه لا يكره، وهذا قول الأكثرين وهو الصواب (والثاني) يكره، قال أبو بكر بن أبي شيبه في باب ما يكره من الأسماء حدثنا الفضل بن دكين عن أبي خلدة عن أبي العالية "تفعلون شرا من ذلك تسمون أولادكم بأسماء أنبيائكم ثم تلعنونهم" وأصرح من ذلك ما حكاه أبو القاسم السهيلي في الروض، فقال وكان من مذهب عمر بن الخطاب رضي الله عنه كراهة التسمي بأسماء الأنبياء (قلت) وصاحب هذا القول قصد صيانة أسمائهم عن الابتذال وما يعرض له من سوء الخطاب عند الغضب وغيره، وقد قال سعيد بن المسيب أحب الأسماء إلى الله أسماء الأنبياء، وفي تاريخ ابن أبي خيثمة أن طلحة كان له عشرة من الولد كل منهم اسمه اسم نبي، وكان للزبير عشرة كلهم يسمى باسم شهيد، فقال له طلحة أنا أسميهم بأسماء الأنبياء وأنت تسميهم بأسماء الشهداء، فقال الزبير فإني أطمع أن يكون بنى شهداء ولا تطمع أن يكون بنوك أنبياء أهـ، والله أعلم
(39) عن علي رضي الله عنه (سنده) حدثنا عبد الله حدثنى أبي ثنا يحيي بن آدم ثنا إسرائيل عن أبي إسحاق عن هانئ بن هانئ عن علي - الحديث" (غريبه) (1) زاد البزار والطبراني في روايتهما عنه وكنت أحب أن أكتنى بأبي

الصفحة 146