كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 13)

-[بقية الزوائد - وكلام العلماء في جواز تغيير الأسماء لمصلحة]-
.....
__________
أبي بكر بن أبي مريم عن أبيه عن جده) قال أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت ولدت لي الليلة جارية، فقال النبي صلى الله عليه وسلم والليلة أنزلت على سورة مريم، سمها مريم. فكانت تسمى مريم (طب) وفيه سليمان الخبائري وهو متروك (وعن سهل بن سعد) قال كان رجل من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم اسمه أسود، فسماه رسول الله صلى الله عليه وسلم أبيض (طس) وإسناده حسن (وعن أبي جحيفة) قال رأيت النبي صلى الله عليه وسلم وأتى بثوب من القصار وعليه مكتوب شيطان، فأمر به فنحى وقال أعوذ بالله من الشيطان (طب) مرفوعا وموقوفا ورجالهما رجال الصحيح إلا أن الطبراني صحيح الوقف على الرفع (وعن عائشة) رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم مر بأرض يقال لها عذرة فسماها خضرة (عل. طس) ورجال أبي يعلى رجال الصحيح (وعنها) قالت كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا سمع اسما قبيحا غيره، فمر على قرية يقال لها عفرة فسماها خضرة، أورد هذه الأحاديث الحافظ الهيثمي وتكلم عليها جرحا وتعديلا (وعن عصام بن بشير) حدثني أبي قال أوفدني قومي بنو الحارث بن كعب إلى النبي صلى الله عليه وسلم فلما أتيته قال لي مرحبا ما اسمك؟ قلت كثير، قال بل أنت بشير، رواه الحاكم في المستدرك وقال هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه (قلت) وأقره الذهبي، قال أبو داود وغير النبي صلى الله عليه وسلم اسم العاص وعزيز وعتلة وشيطان والحكم وغراب وحباب وشهاب، فسماه هشاما وسمى حربا سلما. وسمى المضطجع المنبعث. وأرضا تسمى عفرة سماها خضرة. وشعب الضلالة سماه شعب الهدى. وبنو الزينة سماهم نبي الرشدة. وسمى بني مغوية بني رشدة، قال أبو داود تركت أسما نيدها للاختصار أهـ. وغير النبي صلى الله عليه وسلم اسم المدينة وكان اسمها يثرب، فسماها طيبة كما في الصحيحين وغيرهما (الأحكام) أحاديث الباب مع الزوائد تدل على مشروعية تغيير الاسم باسم آخر لمصلحة تقتضيه، وفيها استحباب تخير الأسماء الحسنة في كل شيء (قال الحافظ ابن القيم) في تحفة الودود وتخير الأسماء من توفيق الله للعبد وقد أمر النبي صلى الله عليه وسلم من تمنى أن يحسن أمنيته، وقال إن أحدكم لا يدري ما يكتب له من أمنيته أي ما يقدر له منها، وتكون أمنيته سبب حصول ما تمناه أو بعضها، وقد بلغك أو رأيت أخبار كثير من المتمنين أصابتهم أمانيهم أو بعضها، وكان أبو بكر الصديق رضي الله عنه يتمثل بهذا البيت
احذر لسانك أن تقول فتبتلى ... إن البلاد موكل بالمنطق
ولما نزل الحسين وأصحابه بكر بلاء سأل عن اسمها فقيل كربلاء، فقال كرب وبلاء، ولما وقفت حليمة السعدية على عبد المطلب تسأله إرضاع رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لها من أنت؟ قالت امرأة من بني سعد؛ قال فما اسمك؟ قالت حليمة، فقال بخ بخ سعد وحلم هاتان خلتان

الصفحة 152