كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 13)

-[كلام العلماء في الكنية واللقب وما يكره من ذلك]-
(5) باب ما يحرم من الأسماء وما يكره منها
(56) عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أخنع (1) اسم عند الله يوم القيامة رجل تسمى (2) بملك الأملاك، قال عبد الله قال أبي سألت أبا عمرو الشيباني (3) عن أخنع اسمٍ عند الله، فقال أو ضع اسمٍ عند الله
__________
فقد ثبت في حديث سهل بن سعد أن لفظ أبي تراب كان أحب أسماء علي رضي الله عنه إليه وأن من حمل ذلك على التنقيص لا يلتفت إليه وهو كما كان أهل الشام ينتقصون ابن الزبير رضي الله عنهما بزعمهم حيث يقولون له ابن ذات النطاقين فيقول * تلك شكاة ظاهر عنك عارها * (وفي قول أنس رضي الله عنه) كناني رسول الله صلى الله عليه وسلم ببقلة كنت أجتنيها جواز التكني بأسماء البقل ويجوز بأسماء الحيوان كأبي هريرة (وفي حديث صهيب) جواز تكنية الرجل وإن لم يولد له وكذلك المرأة كما في حديث عائشة الذي بعده (وفي حديث أبي جبيرة ابن الضحاك) النهي عن الدعاء بالألفاب كما قال تعالى "ولا تنابزوا بالألقاب" أي لا يدعو بعضكم بعضا بما يكره (قال الحافظ ابن القيم) ولا خلاف في كراهة تلقيب الإنسان بما يكرهه، سواء كان فيه ذم أو لم يكن؛ إلا إذا عرف بذلك واشتهر كالأعمش والأشتر والأصم والأعرج، فقد أطرد استعماله على السنة أهل الحديث قديما وحديثا، وسهل فيه الإمام أحمد رحمه الله (قال أبو داود) في مسائله سمعت أحمد رحمه الله سئل عن الرجل يكون له اللقب لا يعرف إلا به ولا يكرهه. قال أليس يقال سليمان الأعرج وحميد الطويل؟ كأنه لا يرى فيه بأسا (قال أبو داود وسألت) أحمد عنه مرة أخرى فرخص فيه (قال الحافظ ابن القيم) كان أحمد يكره أن يقول الأعمش، قال الفضل يزعمون أنه كان يقول سليمان أهـ. والله أعلم
(56) عن أبي هريرة (سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا سفيان عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة - الحديث" (غريبه) (1) أي أوضع كما فسره أبو عمرو (قال القاضي عياض) معناه أنه أشد الأسماء صغارا وبنحو ذلك فسره أبو عبيد، والخانع الذليل وخنع الرجل ذل (قال ابن بطال) وإذا كان الاسم أذل الأسماء كان من تسمى به أشد ذلا، وقد فسر الخليل أخنع بأفجر، قال الخنع الفجرو، يقال أخنع الرجل إلى المرأة إذا دعاها للفجور (2) أي سمى نفسه أو سمى بذلك فرضى به واستمر عليه (وقوله بملك الأملاك) بكسر اللام من ملك، والأملاك جمع ملك بالكسر؛ وبالفتح جمع مليك (3) قال النووي هو إسحاق بن مرار بكسر الميم على وزن قتال، وقيل مراد

الصفحة 159