كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 13)

(طب) ورجاله رجال الصحيح (وعن ام شيبة) وكانت قد بايعت النبى صلى الله عليه وسلم ان النبى صلى الله عليه وسلم دعا شيبة ففتح البيت فلما دخله ركع وقرع جبينه (طب) ورجاله رجال الصحيح (الاحكام) احاديث الباب مع الزوائد تدل على مشروعية دخول الكعبة والصلاة فيها وأن الحجر "بكسر الحاء المهملة " جزء منها (اما دخول الكعية) فقد اتفق العلماء على انه صلى الله عليه وسلم دخلها يوم فتح مكة واختلفوا فى دخوله حجة الوداع (فذهب جمع من العلماء) منهم الحافظ ابن القيم الى انه صلى الله عليه وسلم لم يدخلها فى حجة الوداع لأن الاحاديث الصحيحة التى رواها الشيخان والامام احمد وستأتى فى باب فتح مكة من كتاب الغزوات مصرحة بان دخوله صلى الله عليه وسلم كان فى دخوله فى فتح مكة (وذهب آخرون) الى انه صلىلله عليه وسلم دخلها عام حجة الوداع مستدلين بحديث عائشة بانه يحتمل ان يكون صلى الله عليه وسلم قال ذلك لعائشة بالمدينة بعد رجوعه من غزوة الفتح وهو بعيد (ويستفادمن حديث عائشة) المذكور ان دخول الكعبة ليس من مناسك الحج لقوله صلى الله عليه وسلم (وددت لو لم أكن فعلت) ولقوله فى رواية ابى داود (لو استقبلت من امرى ما استدبرت ما دخلتها) وحكى القرطبى عن بعض العلماء ان دخولها من المناسك (وذهب جماعة) من اهل العلم الى ان دخولها مستحب مستدلين بما رواه ابن خزيمة والبيهقى من حديث ابن عباس "من دخل البيت دخل فى جنة وخرج مغفورا له "وفى اسناده عبد الله بن المؤمل ضعيف ومحل استحبابه مالم يؤذ احدا بدخوله (واما الصلاة فيها) فقدثبت عند الشيخين والامام احمد ان اسامة وبلالا دخلا مع النبى صلى الله عليه وسلم الكعبة وقد اختلف الرواة على اسامة فبعضهم روى عنه نفى صلاة النبى صلى الله عليه وسلم فى الكعبة كما عند مسلم والنسائى وبعضهم روى عنه اثباتها كما فى حديثه المذكور فى الباب اما بلال فلم يختلف عليه احد وكلهم رووا عنه ان النبى صلى اللهعليه وسلم صلى فى الكعبة فتترجح رواية بلال انه مثبت وغيره انه ناف والمثبت مقدم على النافى ومن جهة انه لم يختلف عليه فى الاثبات (قال النووى) رحمه الله واجمع اهل العلم على الاخذ براوية بلال لانه مثبت فمعه زيادة علم فواجب ترجيحه والمراد بالصلاة المعهودة ذات الركوع والسجود ولهذا قال ابن عمر ونسيت ان اسأله كم صلى واما نفى اسامة فسببه انهم لما دخلوا الكعبة اغلقوا الباب واشتغلوا بالدعاء فرأى أسامة النبى صلى الله عليه وسلم يدعو ثم اشتغل أسامةبالدعاء فى ناحية من نواحى البيت والنبى صلى الله عايه وسلم فى ناحية اخرى وبلال قريب منه ثم صلى النبى صلى الله عليه وسلم فرآه بلال لقربه ولم يره أسامة لبعده واشتغاله بالدعاء وجاز له نفيها عملا بظنه.

الصفحة 16