كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 13)

-[ما يكره من الأسماء]-
قال جابر (1) لا أدري ذكر نافعًا أم لا، إنه يقال له ها هنا بركة؟ فيقال لا (2) ويقال ها هنا يسار؟ فيقال لا، قال فقبض رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى آله وسلم ولم يزجر عن ذلك، فأراد عمر رضي الله عنه أن يزجر عنه ثم تركه (3)
(59) عن سمرة بن جندب رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أحب الكلام إلى الله تبارك وتعالى أربع، لا إله إلا الله، والله أكبر، وسبحان الله، والحمد لله، لا يضرك بأيهن بدأت (4) لا تسمين غلامك يسارًا ولا رباحًا ولا نجيحًا ولا أفلح فإنك تقول أثم (5) هو فلا يكون، فيقول لا، إنما هن
__________
وبنافع وبنحو ذلك" ثم رأيته سكت بعد عنه فلم يقل شيئا، ثم قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم ينه عنه، ثم أراد عمر أن ينهي عن ذلك، والظاهر أنه صلى الله عليه وسلم أراد أن ينهي عن ذلك نهي تحريم، ولكنه لم ينه عنه رحمة بأمته لعموم البلوى وإيقاع الحرج، وإنما قلت نهي تحريم لأنه ثبت في حديث سمرة بن جندب الآنى بعد هذا أنه صلى الله عليه وسلم نهى عن ذلك، فيحمل النهي في حديث سمرة على التنزيه وإرادة النهي في حديث جابر على التحريم جمعا بين الحديثين والله أعلم (1) لفظ أبي داود "قال الأعمش ولا أدري ذكر نافعا أم لا" فجعل الأعمش بدل جابر والأعمش أحد رجال السند عند أبي داود، والمعنى أن أحدهما يشك هل ذكر نافع في الحديث أم لا، وقد ذكر في رواية مسلم بغير شك (2) هذه الجملة وما بعدها علة لإرادة النهي عن التسمية بهذه الأسماء، وهي قوله "إنه يقال له هاهنا بركة، فيقال لا الخ" يعني فتشمئز القلوب من ذلك ويتطير به وتدخل في باب المنطق المكروه، وتقدم في الحديث في باب من سماهم النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يكره أن يقال خرج من عند برة (3) إنما تركه عمر لأنه ثبت عنده أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يمنعه على وجه التحريم (تخريجه) (م. د) ورواه ابن ماجه عن عمر بن الخطاب وأشار إليه الترمذي
(59) عن سمرة بن جندب (سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا حسن بن موسى اثنا زهير عن منصور عن هلال بن يساف عن ربيع عن عميلة عن سمرة ابن جندب - الحدث" (غريبه) (4) سيأتي الكلام على هذا الذكر في كتاب الأذكار أن شاء الله تعالى (5) بفتح الثاء المثلثة ظرف مكان، ومعناه أهنا يسار؟ فيقول المخاطب لا إن لم يكن موجودا، فكره لبشاعة الجواب، وربما أوقع بعض الناس في شيء

الصفحة 161