كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 13)

-[مذاهب العلماء فيما يحرم من الأسماء]-
أربع لا تزيدن على (1) (وعنه من طريقٍ ثانٍ) (2) قال نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن تسمى رقيقك أربعة أسماءٍ، أفلح ويسارًا ونافعًا (3) ورباحًا
__________
من الطيرة وهي مذمومة، وهذه هي علة الكراهة (1) هذه الجملة وهي قوله "إنما هي أربع لا تزيدن على" ليست من كلام النبي صلى الله عليه وسلم، وإنما هي من كلام الراوي، ومعناه - الذي سمعته أربع كلمات، وكذا روايتهن لكم، فلا تزيدوا علي في الرواية ولا تنقلوا عني غير الأربع. وليس في ذلك منع القياس على الأربع وأن يلحق بها ما في معناها كمبارك ومفلح وخير وسرور ونعمة وما أشبه ذلك، وتقدم في رواية مسلم في شرح الحديث السابق أنه قال وبنحو ذلك (2) (سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا معتمر بن سليمان قال سمعت الركين يحدث عن أبيه عن سمرة قال نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم - الحديث" (3) لم يذكر نافعا في الطريق الأولى وذكر نجيحا، وفي هذه الطريق لم يذكر نجيحًا وذكر نافعا، وكلا الطريقين رواهما مسلم كما هنا (تخريجه) (م. د. مذ. جه) (الأحكام) استدل بحديث أبي هريرة المذكور أول الباب على تحريم التسمي بملك الأملاك لورود الوعيد الشديد، ويلتحق به ما في معناه مثل خالق الخلق وأحكم الحاكمين وسلطان السلاطين وأمير الأمراء، وقيل يلتحق به من تسمى بشيء من أسماء الله الخاصة كالرحمن والقدوس والجبار (قال الحافظ ابن القيم) قال بعض العلماء وفي معنى ذلك كراهية التسمية بقاضي القضاة وحاكم الحكام، فإن حاكم الحكام في الحقيقة هو الله، وقد كان جماعة من أهل الدين والفضل يتورعون عن إطلاق لفظ قاضي القضاة وحاكم الحكام قياسا على ما يبغضه الله ورسوله من التسمية بملك الأملاك، وهذا محض القياس (قال الحافظ ابن القيم) قلت وكذلك تحريم التسمية بسيد الناس وسيد الكل كما يحرم تسييد ولد آدم، فإن هذا ليس لأحد إلا لرسول الله صلى الله عليه وسلم وحده فهو سيد ولد آدم، فلا يحل لأحد أن يطلق ذلك على غيره، قال وقال أبو محمد بن حزم اتفقوا على تحريم كل اسم معبد بغير الله، كعبد العزى وعبد هبل وعبد عمرو وعبد الكعبة وما أشبه ذلك أهـ، قال (فإن قيل) كيف يتفقون على تحريم الاسم المعبد بغير الله، وقد صح عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال تعس عبد الدينار. تعس عبد الدرهم. تعس عبد الخميصة تعس عبد القطيفة، وصح أنه قال أنا النبي لا كذب أنا ابن عبد المطلب، ودخل عليه رجل وهو جالس فقال أيكم ابن عبد المطلب، فقالوا هذا وأشاروا إليه صلى الله عليه وسلم (فالجواب) أما قوله تعس عبد الدينار فلم يرد به الاسم، وإنما أراد به الوصف والدعاء على من تعبد قلبه

الصفحة 162