كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 13)

المحققون من أصحابنا ان نبينا صلى الله عليه وسلم حى بعد وفاته أه ويؤيد ذلك ما تبت ان الشهداء احياء يرزقون فى قبورهم والنبى صلى الله عليه وسلم منهم واذا ثبت انه حى فى قبره كان المجئ اليه بعد الموت كالمجئ اليه قبله لكنه ورد ان الانبياء لا يتركون فى قبورهم فوق ثلاث وروى فوق اربعين فان صح ذلك قدح فى الاستدلال بالآية ويعارض القول بدوام حياتهم فى قبورهم ما سيأتى من انه صلى الله عليه وسلم ترد اليه روحه عند التسليم عليه نعم حديث من زارنى بعد موتى فكأنما زارنى فى حياتى الذى سيأتى ان شاء الله تعالى ان صح فهو الحجة فى المقام (واستدلوا ثانيا) بقوله تعالى (ومن يخرج من بيته مهاجرا الى الله ورسوله-الآية) والهجرة اليه فى حياته الوصول الى حضرته كذلك الوصول بعد موته ولكنه لا يخفى ان الوصول الى حضرته فى حياته فيه فوائد لا توجد فى الوصول الى حضرته بعد موته (منها النظر الى ذاته الشريفة وتعلم الاحكام الشرعية منه والجهاد بين يديه وغير ذلك (واستدلوا ثالثا) بالاحاديث الواردة فى ذلك (منها) الأحاديث الواردة فى مشروعية زيارة القبور على العموم والنبى صلى الله عليه وسلم داخل فى ذلك دخولا أوليا وقد تقدم ذكرها فى الجنائز وكذلك الاحاديث الثابتة من فعله صلى الله عليه وسلم فى زيارتها (ومنها) احاديث خاصة بزيارة قبره الشريف (اخرج الدارقطنى) عن رجل من آل حاطب عن حاطب قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "من زارنى بعد موتى فكأنما زارنى فى حياتى " وفى اسناده الرجل المجهول (وعن ابن عمر) عند الدارقطنى ايضا قال قال صلى الله عليه وسلم فذكر نحوه ورواه ابو يعلى فى مسنده وابن عدى فى كامله وفى اسناده حفص بن ابى داود (وعن عائشة) عند الطبرانى فى الاوسط عن النبى صلى الله عليه وسلم مثله قال (الحافظ) وفى طريقه من لا يعرف (وعن ابن عباس) عند العقيلى مثله وفى اسناده فضالة بن سعد المازنى وهو ضعيف (وعن ابن عمر) حديث آخر عند الدارقطنى بلقظ "من زار قبرى وجبت له شفاعتى " وفى اسناده موسى بن هلال العبدى قال ابو حاتم مجهول اى العدالة ورواه ابن خزيمة فى صحيحه من طريقه وقال ان صح الخبر فان فى القلب من اسناده (واخرجه ايضا البيهقى) وقال العقيلى لا يصح حديث موسى ولا يتابع عليه ولا يصح فى هذا الباب شى وقال احمد لا بأس به وايضا تابعهة عليه مسلمة بن سالم كما رواه الطبرانى من طريقه وموسى بن هلال المذكور رواه عن عبيد الله بن عمر عن نافع وهو ثقة من رجال الصحيح وجزم الضياء المقدسى والبيهقى وابن عدى وابن عساكر بان موسى رواه عن عبد الله بن عمر وهو ضعيف ولكنه قد وثقه ابن عدى وقال ابن معين لا بأس به وروى مسلم له مقرونا بآخر وقد صحح هذا الحديث لبن السكن وعبد الحق وتقىلدين السبكى (وعن ابن عمر) غند ابن عدى والدارقطنى وابن حبان في

الصفحة 18