كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 13)

فقد جاء فيه يعنى ما رواه ابراهيم بن عبد الرحمن بن عبد القارى أنه نظر الى ابن عمر وهو يضع يده على مقعد النبى صلى الله عليه وسلم من المنبر ثم يضعها على وجهه أه (وقال النووى فى شرح المهذب) لا يجوز أن يطاف بقبره صلى الله عليه
وسلم ويكره الصاق الظهر والبطن بجدار القبر قاله أبو عبيد الله الحليمى وغيره قالوا ويكره مسحه باليد وتقبيله بل الادب
أن يبعد منه كما يبعد منه لو حضره فى حياته صلى الله عليه وسلم هذا هو الصواب الذى قاله العلماء واطبقوا عليه ولا يغتر بمخالفة كثيرين من العوام وفعلهم ذلك فان الاقتداء والعمل انما يكون بالاحاديث الصحيحة واقوال العلماء ولا يلتفت الى محدثات العوام وغيرهم وجهالاتهم وقد ثبت فى الصحيحين (قلت وعند الامام أحمد ايضا) عن عائشة رضى الله عنها ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال "من أحدث فى ديننا ما ليس منه فهو رد "وفى رواية لمسلم "من عمل عملا ليس عليه عملنا فهو رد " (وعن أبى هريرة) رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " لا تتخذوا قبرى عيدا وصلوا على فان صلاتكم تبلغنى حيثما كنتم "رواه ابو داود باسناد صحيح (قلت والامام وسيأتى فى باب الامر بالصلاة على النبى صلى الله عليه وسلم من كتاب الاذكار) وقال الفضيل بن عياض رحمه الله ما معناه اتبع ططريق الهدى ولا يضرك قلة السالكين واياك وطرق الضلالة ولا تغتر بكثرة الهالكين ومن خطر بباله أن المسح باليد ونحوه أبلغ فى البركة فهو من جهالته وغفلته لأن البركة انما هى فيما وافق الشرع وكيف يبتغى الفضل فى مخالفة الصواب
(فصل فيما يستحب فعله بالمدينة)
وينبغى له مدة اقامته بالمدينة أن يصلى الصلوات كلها فى مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم وينبغى له أن ينوى الاعتكاف فيه كما فى سائر المساجد ويستحب أن يخرج كل يوم الى البقيع خصوصا يوم الجمعة ويكون ذلك بعد السلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم فاذا وصله دعا بما فى كتاب الجنازة فى زيارة القبور ومنه "السلام عليكم دار قوم مؤمنين وانا ان شاء الله بكم لاحقون. اللهم اغفر لأهل بقيع الغرقد اللهم اغفر لنا ولهم " ويزور القبور الظاهرة فى البقيع كقبر ابراهيم بن رسول الله صلى الله عليه وسلم وعثمان والعباس والحسن بن على وعلى بن الحسين ومحمد بن على وجعفر بن محمد وغيرهم رضى الله عنهم ويختم بقبر صفية عمة رسول الله صلى الله عليه وسلم ورضى الله عنها (_ويستحب ايضا) أن يزور فبور الشهداء بأحد وأفضله يوم الخميس ويبدأبالحمزة رضى الله عنه (ويستحب ايضا) استحبابا مؤكدا أن يأتى مسجد قباء وهو فى يوم السبت آكد ناويا التقرب بزيارته والصلاة فيه لحديث ابن عمر قال "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأتى مسجد قباء راكبا وماشيا فيصلى فيه ركعتين " وفى رواية أنهصلى الله عليه وسلم صلى فيه ركعتين رواه البخارى (قال) ويستحب أن يزور المشاهد التى بالمدينة والآبار التى كان رسول الله صلى الله عليه وسلم.

الصفحة 24