كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 13)

رجال الصحيح (زوائد الباب) (عن جابر بن عبد الله) رضى الله عنهما انهم كانوا اذا كانوا حاضرين مع النبى صلى الله عليه وسلم بالمدينة بعث بالهدى اى بعث احدهم بالهدى فمن شاء احرم ومن شاء نرك (نس) (وعن عمرة بنت عبد الرحمن) ان ابن زياد كتب الى عائشة ان عبد الله بن عباس قال من اهدى هديا حرم عليه ما يحرم على الحاج حتى ينحر الهدى وقد بعثت بهدى فاكتبى الى بأمرك قالت عمرة قالت عائشة ليس كما ابن عباس انا فتلت قلائد رسول الله صلى الله عليه وسلم بيدى ثم قلدها رسول الله صلى الله عليه وسلم بيده ثم بعث بها مع ابى فلم يحرم على رسول الله صلى الله عليه وسلم شئ أحله الله له حتى نحر الهدى (ق نس هق) (الاحكام () فى روايات عائشة المذكورة اول الباب دلالة على استحباب ارسال الهدى لمن لم يرد الحج ويستحب ان يقلده ويشعره من بلده بخلاف من يخرج بهديه يريد الحج او العمرة فانه يشعره ويقلده حين يحرم من الميقات (وفيها) ان من قلد هديه واشعره وبعث به وهو مقيم لا يصير محرما بذلك وانما يصير محرما بنية الاحرام والتوجه لأداء النسك (والى ذلك ذهب جمهور العلماء وفقهاء الامصار) وهو قول ابن مسعود وعائشة وانس وابن الزبير وآخرين وحجتهم ما روى عن عائشة فى هذا الباب (وقال عمر وعلى) وفيس بن سعد وابن عمر وابن عباس رضى الله عنهم والنخعى وعطاء وابن سيرين وآخرون من ارسل الهدى واقام حرم عليه ما يحرم على المحرم حكاه ابن المنذر (قلت) وحجتهم حديث جابر المذكور آخر أحاديث الباب وما فى الزوائد عن عطاء وجابر وهو يعارض ما روى عن عائشة ويمكن الجمع بين ما روى عن عائشة وحديث جابر بأن الاحرام بسبب ارسال الهدى جائز من شاء فعله ومنشاء تركه كما يدل ذلك رواية النسائى عن جابر المذكورة فى الزوائد وان النبى صلى الله عليه وسلم فعل ذلك مرة لبيان الجواز ثم تركه والترك افضل لانه كان اكثر احواله صلى الله عليه وسلم ولان روايات عائشة متفق على صحتها وقد ثبت وقد ثبت فيها ان النبى صلى الله عليه وسلم ارسل الهدى مع ابيها ولم يحرم عليه شئ احله الله له رواه الشيخان وهو مذكور فى الزوائد وكان ذلك سنة تسع من الهجرة وهى آخر سنة ارسل فيها الهدى لانه صلى الله عليه وسلم حج فى السنة التى تليها اعنى سنة عشر هذا ما ظهر لى والله أعلم (قال الحافظ) وقد ذهب (سعيد بن المسيب) الى انه لا يجتنب شيئا مما يجتنبه المحرم الا الجماع ليلة جمع رواه بان ابى شيبة عنه باسناد صحيح عنه أهـ (قلت) وجاء غن الزهرى ما يدل على ان الامر استقر على خلاف ما قال ابن عباس ففى البيهقى من طريق ابى اليمان عن شعيب قال قال الزهرى اول من كشف العمى عن الناي وبين السنة فى ذلك عائشة زوج النبى صلى الله عليه وسلم (قال الزهرى) فاخبرنى عروة بن الزبير وعمرة بنت عبد الرحمن بن سعد بن زرارة أن

الصفحة 34