كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 13)

-[جواز أكل المهدى من لحم هديه والزود منه للسفر]-
في حجة الوداع) فقال إني كنت أمرتكم أن لا تأكلوا الأضاحى فوق ثلاثة أيام لتسعكم (1)، وإني أحله لكم، فكلوا منه ما شئتم، ولا تبيعوا لحوم الهدى والأضاحي، فكلوا وتصدقوا واستمتعوا بجلودها ولا تبيعوها، وإن أطعمتم من لحمها فكلوا إن شئتم (2)
(41) عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال كنا نتزود من وشيق (3) الحج حتى يكاد يحول عليه الحول
(42) عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال كنا نتزود لحوم الهدي
__________
قال حدثني ابن جريح قال قال سليمان بن موسى أخبرني زبيد أن أبا سعيد الخدرى أتى أهله فوجد قصعة من قديد الأضحى "يعنى من اللحم المقدد" فأبى أن يأكله فأتى قتادة بن النعمان فأخبره أن النبي صلى الله عليه وسلم قام فقام إني كنت أمرتكم- الحديث" (غريبه) (1) أي ليكفي لحومها كلكم من ضحى ومن لم يضح، وسبب ذلك أنه جاءهم في ذلك العام ناس من البادية أفحمتهم السنة وأقدمتهم المجاعة، فأمر النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه بعدم الادخار فوق ثلاث ليواسوهم ويتصدقوا عليهم، فلما مضى العام المذكور، وجاء الله بالسعة نسخ بقوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم عن النبي صلى الله عليه وسلم فالآن فكلوا واتجروا وادخروا) ومعنى قوله واتجروا أي تصدقوا، ومثله قوله صلى الله عليه وسلم "من يتجر على هذا فيصلى معه" أي يشتري بعمله الثواب والله أعلم (تخريجه) لم أقف عليه لغير الأمام أحمد وأورده الهيثمي وقال في الصحيح طرف يسير منه، رواه أحمد وهو مرسل صحيح الأسناد
(41) عن أبي سعيد الخدري (سنده) حدثنا عبد الله حدثنى أبى ثنا يزد ابن أبي حكيم حدثني الحكم يعني ابن أبان قال سمعت عكرمة يقول حدثني أبو سعيد الخدري- الحديث" (غريبه) (3) قال صاحب النهاية الوشيقة أن يؤخذ اللحم فيغلى قليلًا ولا ينضج ويحمل في الأسفار، وقيل هي القديد، وقد وشقت اللحم واتشقته. قال وتجمع على وشيق ووشائق اهـ. والمعنى أنهم كانوا يحملون معهم لحم هدى الحج في الأسفار مقددًا أو مغليًا لئلا يفسد ويأكلون منه طوال العام (تخريجه لم أقف عليه لغير الأمام أحمد وسنده جيد
(42) عن جابر بن عبد الله (سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا سفيان

الصفحة 54