كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 13)

-[حجة المالكية في أن الضحية لا تجزئ إذا ذبحت قبل ذبح الإمام]-
مسنةٍ (1) قال تجزئ عنه ولا تجزئ عن أحدٍ بعده
(83) عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال صلى النبي صلى الله عليه وسلم بنا يوم النحر بالمدينة فتقدم رجالٌ فنحروا وظنوا أن النبي صلى الله عليه وسلم قد نحر، فأمر من كان قد نحر قبله أن يعيد بنحرٍ آخر، ولا ينحروا حتى ينحر النبي صلى الله عليه وسلم (4)
(84) وعنه أيضًا أن رجلًا ذبح قبل أن يصلي النبي صلى الله عليه وسلم عتودًا جذعًا
__________
عناقة، لأنه موضوع للأنثى من ولد المعز ما لم يتم سنة فلا حاجة إلى التاء الفارقة بين المذكر والمؤنث (وفي لفظ) فقال يا رسول الله عندي عتاق لبن (وفي لفظ) وعندي جذعة من معز (وفي لفظ) إن عندنا ماعزًا جذعة، وكل هذه الألفاظ في المسند من قصة أبي بردة (وفي لفظ لمسلم) من قصة أبي بردة أيضًا فقال يا رسول الله إن عندي جذعة معز، فقال ضح بها ولا تصلح لغيرك (1) المسنة هي الثنية وهي أكبر من الجذعة بسنة، فكانت هذه الجذعة أجود بطيب لحمها وسمنها. قاله النووي (وقوله تجزئ) في الأصل بهمزة في آخره وعليه فتكون التاء مضمومة ويجوز فتح التاء وسكون الجيم بلا همز أي تقضي قاله الجوهري، قال بنو تميم يقولون أجزات عنك شاة بالهمز، فعلى هذا يجوز بضم التاء وبهما قرئ "لا تجزئ نفس" (وفي لفظ) ولا تجزئ جذعة عن أحد بعدك وهي خير نسيكتيك، ومعناه أنك ذبحت صورة نسيكتين وهما هذه والتي قبل الصلاة وهذه أفضل، لأن هذه حصلت بها التضحية، والأولى وقعت شاة لحم، لكن له فيها ثواب لا لكونها ضحية، بل لكونه قصد بها الخير وأخرجها في طاعة الله، فلهذا دخلهما أفعل التفضيل، فقال هذه خير النسيكتين، فإن هذه الصيغة تتضمن أن في الأولى خيرًا ايضًا (وفي لفظ آخر) ولن تجزئ أو توفي عن أحد بعدك يشك الراوي، ومعنى توفي أي تكمل الثواب (وفي لفظ) ولن تفي بغير واو ولا شك، يقال وفي إذا أنجز فهو بمعنى ت جزي بفتح أوله، وكل هذه الألفاظ في المسند أيضًا (تخريجه) (ق. د. نس. وغيرهم)
(83) عن جابر بن عبد الله (سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا عبد الرزاق أنا ابن جريج أخبرني أبو الزبير أنه سمع جابر بن عبد الله يقول صلى النبي صلى الله عليه وسلم - الحديث" (غريبه) (4) هذا صريح في أن من نحر قبل الإمام لا تجزئ عنه ولا تكون ضحية، وسيأتي الكلام على ذلك في الأحكام (تخريجه) (م. وغيره)
(84) وعنه أيضًا (سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا عفان ثنا حماد

الصفحة 91