كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 13)

-[كلام العلماء في تفسير قوله "هذا يومٌ الطعام فيه كريه"]-
صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم إلى كبشين فذبحهما وقام الناس إلى غنيمةٍ (1) فتوزعوها أو قال فتجزعوها، هكذا قال أيوب
(86) عن أبي زيدٍ الأنصاري رضي الله عنه قال مر رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم بين أظهر ديارنا فوجدنا قتارًا (2) فقال من هذا الذي ذبح؟ قال فخرج إليه رجلٌ منا (3) فقال يا رسول الهل كان هذا يومٌ الطعام فيه كريه (4) فذبحت لآكل وأطعم جيراني، قال فأعد
__________
بحيوانين. قاله النووي (1) بضم الغين المعجمة الغنم (وقوله فتوزعوها أو قال فتجزعوها) هما بمعنى، وهذا شك من أيوب أحد رجال السند، والمعنى أنهم قاموا إلى قطعة من أحد الكبشين فاقتسموها، وأصله من الجزع القطع؛ وجاء في بعض الروايات "ثم انكفأ إلى كبشين أملحين فذبحهما وإلى جزيعة من الغنم فقسمها بيننا" والجزيعة القطعة من الغنم تصغير جذعة بالكسر وهو القليل من الشيء، يقال جزع له جزعة من المال. أي قطع له منه قطعة. هكذا ضبطه الجوهري مصغرًا (نه) (تخريجه) (م. نس. وغيرهما)
(86) عن أبي زيد الأنصاري (سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا عفان ثنا عبد الوارث ثنا خالد عن أبي قلابة عن عمرو بن بُجدان عن أبي زيد الأنصاري - الحديث" (غريبه) (2) بقاف مضمومة ومثناة فوقية مخففة وراء مهملة، وهو ريح القدر والشواء ونحو هذا، ففي القاموس (قتار) كهمام ريح البخور والشواء، فالإضافة من إضافة العام إلى الخاص، ويحتمل أن يراد بالقتار اللحم مجازًا (3) الظاهر أن هذا الرجل هو أبو بردة بن نيار لأنه من الأنصار، قاله الحافظ (4) في رواية أخرى للإمام أحمد ومسلم "مكروه" بدل كريه (قال القاضي عياض) كذا رويناه في مسلم مكروه بالكاف والهاء من طريق السنجري والفارسي، وكذا ذكره الترمذي، قال ورويناه في مسلم من طريق العذرى مقروم بالقاف والميم، قال وصوب بعضهم هذه الرواية وقال معناه يشتهى فيه اللحم، يقال قرمت إلى اللحم وقرمته إذا اشتهيته، قال وهي بمعنى قوله في غير مسلم عرفت أنه يوم أكل وشرب، فتعجلت وأكلت وأطعمت أهلي وجيراني، وكما جاء في الرواية الأخرى "إن هذا يوم يشتهى فيه اللحم" كذا رواه البخاري (قلت والإمام أحمد) من حديث أنس (قال القاضي) وأما رواية مكروه فقال بعض شيوخنا صوابه اللحم فيه مكروه بفتح

الصفحة 93