كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 14)

-100 -
أسر أبي العاص زوج زوج زينب بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم وفديته
-----
ومالي قال أما مالك فقد قسم، وأما أهلك فقد قدرت عليه منهم، فخرج فإذا ابنه قد عرف الراحلة وهو قائم عندها، فرجع إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال هذا ابني، فقال يا بلال اخرج معه فسله أبوك هذا؟ فإن قال نعم فادفعه إليه، فخرج بلال إليه فقال أبوك هذا؟ قال نعم، فرجع إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله ما رأيت أحدا استعبر إلى صاحبه فقال ذاك جفاء الأعراب (ومن طريق ثان) عن أبي عمرو الشيباني بنحوه مختصرا في آخره قال سفيان يرون أنه أسلم قبل أن يغار عليه (باب فداء أبي العاص زوج زينب بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم) (عن عائشة زوج النبي) صلى الله عليه وسلم قالت لما بعث أهل مكة في فداء أسراهم، بعثت زينب بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم في فداء أبي العاص بن الربيع بمال وبعثت فيه بقلادة لها كانت لخديجة أدخلتها بها على أبي العاص حين بنى عليها، قالت فلما رآها رسول الله صلى الله عليه وسلم رق لها رقة شديدة وقال إن رأيتم
__________
انتقم الله منه أي ما رأيت أحدا منهما بكى عند رؤية صاحبه كما يحصل عادة في مثل هذا الموقف فقال النبي صلى الله عليه وسلم (ذاك جفاء الأعراب) يعني سكان البوادي غلاظ الطباع ليس عندهم رقة أهل الحضر (سنده) حدثنا عبد الله أبي ثنا معاوية بن عمر ثنا أبو إسحاق عن سفيان عن أبي إسحاق عن أبي عمرو الشيباني قال جاء رعية السحيمي إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال أغير على ولدي ومالي فذكر نحو ما تقدم في الحديث السابق هكذا قال سفيان أحد رجال السند فإن صح هذا القول فتكون الإرادة حصلت قبل علمهم بإسلامه والله أعلم (تخريجه) رواه ابن أبي شيبة في مصنفه: قال الحافظ في الإصابة قال ابن السكن روى حديثه يعني حديث رعية السحيمي بإسناد صالح (سنده) حدثنا عبد الله حدثني أي ثنا يعقوب قال ثنا أبي عن ابن إسحاق قال حدثني يحيى بن عبادة بن عبد العزي بن عبد شمس ابن أمية ختن رسول الله صلى الله عليه وسلم وزوج ابنته زينب رضي الله عنها، قال ابن هشام وكان الذي أسره خراش بكسر أوله ابن الصمة بكسر الصاد وفته الميم المشددتين أحد بني حدرام، قال ابن إسحاق وكان أبوا العاص من رجال مكة المعدودين مالا وأمانة وتجارة، وكانت أمه هالة بنت خويلد أخت خديجة بنت خويلد زوج النبي صلى الله عليه وسلم وكانت خديجة هي التي سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يزوجه بابنتها زينب وكان لا يخالفها، وذلك قبل الوحي، وكان صلى الله عليه وسلم قد زوج ابنته رقية أو أم كلثوم من عتبة بن أبي لهب: فلما جاء الوحي قال أبو لهب اشغلوا محمدا بنفسه: وأمر ابنه عتبة فطلق ابنة رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل الدخول فتزوجها عثمان بن عفان رضي الله عنه: ومشوا إلى أبي العاص فقالوا فارق صاحبتك ونحن نزوجك بأي امرأة، من قريش شئت، قال لا والله إذا لا أفارق صاحبتي وما أحب أن لي بامرأة من قريش: وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يثني عليه في صهره فيما بلغني اهـ قال الحافظ ابن كثير في تاريخه: الحديث بذلك في الثناء عليه في صهره ثابت في الصحيح أي لأنها ذكرته بخديجة أولى أزواجه وأم أولاده التي كان

الصفحة 100