كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 14)

-102 -
قصة فداء أسرى بدر وما نزل من القرآن بسببه
-----
الخندق رجل من المشركين وطلبوا إلى النبي صلى الله عليه وسلم أن يجنوه فقال لا ولا كرامة لكم، قالوا فإنا نجعل لك على ذلك جعلا قال وذلك أخبث وأخبث (باب في فداء أسرى بدر وما نزل من القرآن لسببه) (عن ابن عباس) حدثني عمر بن الخطاب رضي الله عنه: لما كان يوم بدر، قال نظر النبي صلى الله عليه وسلم إلى أصحابه وهم ثلاثمائة ونيف ونظر إلى المشركين فإذا هم ألف وزيادة، فاستقبل النبي صلى الله عليه وسلم القبلة، ثم مد يديه وعليه رداؤه وإزاره، ثم قال اللهم أين ما وعدتني، اللهم أنجز ما وعدتني اللهم إن تهلك هذه العصابة من أهل الإسلام فلا تعبد في الأرض أبدا، قال، قال فما زال يستغيث ربه عز وجل ويدعوه حتى سقط رداؤه، فأتاه أبو بكر رضي الله عنه فأخذ رداءه فرداه ثم التزمه من ورائه، ثم يا نبي الله كفاك مناشدة ربك فإنه سينجز لك ما وعك، وأنزل الله عز وجل (إذ تستغيثون ربكم فاستجاب لكم أني ممدكم بألف من الملائكة مردفين) فلما كان يومئذ والتقوا فهزم الله عز وجل المشركين فقتل منهم سبعون رجلا، وأسر منهم سبعون رجلا، فاستشار رسول الله صلى الله عليه وسلم أبا بكر وعليا وعمر رضي الله عنهم
__________
عن ابن أبي ليلى عن الحكم عن مقسم عن ابن عباس قال أصيب يوم الخندق الخ أي يدفنوه ويستروه وقد جاء في الحديث (ولى دفن رسول الله صلى الله عليه وسلم وإجنانه على والعباس) أي دفنه وستره، ويقال للقبر الجنن (بالتحريك) ويجمع على أجنانه (نه) (تخريجه) (هق مذ) وفي الطريق الأولى الحجاج بن أرطاة وفي الثانية ابن أبي ليلى اختلف فيهما (باب) (سنده) عبد الله حدثني أبي ثنا أبو نوح قراد أنبأنا عكرمة بن عمار ثنا سماك الحنفي أبو زميل حدثني ابن عباس حدثني عمر الخ (غريبة) قال في النهاية كل ما زاد على عقد فهو نيف بالتشديد وقد يخفف حتى يبلغ العقد الثاني اهـ يعني ما زاد على العشرة يقال له نيف حتى يبلغ العشرين: وما زاد على العشرين يقال له نيف حتى يبلغ الثلاثين: وهكذا وجاء في رواية لمسلم أنهم كانوا ثلاثمائة وتسعة عشر رجلا يعني قوله تعالى (واد يعدكم الله إحدى الطائفتين) وهي إما العير وإما الجيش، والعير قد ذهبت فكان على ثقة من حصول الأخرى، ولكن سأل تعجيل ذلك من غير أذى يلحق المسلمين (وقوله إن تهلك) قال النووي ضبطوه بفتح التاء وضمها فعلى الفتح. العصابة بالرفع فاعل، وعلى الضم بالنصب مفعول والعصابة الجماعة اهـ أي طلبك من ربك أي تطلبون منه الغوث بالنصر عليهم (وقوله ممدكم) أي مرسل إليكم مددا لكم (مردفين أي متتابعين بعضهم في إثر بعض، وفي سورة آل عمران (بثلاثة آلاف من الملائكة منزلين) ثم قال (بلى إن تصبروا وتتقوا ويأتوكم من فورهم هذا يمددكم ربكم بخمسة لآلاف من الملائكة مسومين) أي معلمين من التسويم وهو إظهار سيما الشيء، قال الربيع بن أنس البكري أو الحنفي أمد الله المسلمين بألف يعني أولا وهو الذي في سورة الأنفال، ثم صاروا ثلاثة آلاف، ثم لما صبروا واتقوا صاروا خمسة آلاف كما قال الله تعالى (بلى إن تصبروا وتتقوا ويأتوكم من فوركم هذا يمددكم ربكم بخمسة آلاف الآية

الصفحة 102