كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 14)
-103 -
استشارة النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه في أسرى بدر
-----
فقال أبو بكر يا نبي الله هؤلاء بنو العم والعشيرة والإخوان فإني أرى أن تأخذ منهم الفدية، فيكون ما أخذنا منهم قوة لنا على الكفار، وعسى الله أن يهديهم فيكونون لنا عضدا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما ترى؟ يا بن الخطاب؟ قال قلت والله ما أرى ما رأى أبو بكر: ولكني أرى أن تملكني من فلان قريبا لعمر فاضرب عنقه، وتمكن عليا من عقيل فيضرب عنقه، وتمكن حمزة من فلان أخيه فيضرب عنقه، حتى يعلم الله أن ليست في قلوبنا هوادة للمشركين، هؤلاء صناديدهم وأئمتهم وقادتهم فهوى رسول الله صلى الله عليه وسلم ما قال أبو بكر ولم يهو ما قلت فخذ منهم الفداء، فلما آن كان من الغد قال عمر رضي الله عنه غدوت إلى النبي صلى الله عليه وسلم إذا هو قاعد وأبو بكر رضي الله عنه وهما يبكيان فقلت يا رسول الله أخبرني ماذا يبكيك أنت وصاحبك؟ فإن وجدت بكاء بكيت وإن لم أجد بكاء تباكيت لبكائكما قال: فقال النبي صلى الله عليه وسلم الذي عرض على أصحابك من الفداء لقد
عرض على عذابكم أدنى من هذه الشجرة لشجرة قريبة وأنزل الله عز وجل (ما كان للنبي أن يكون له أسرى حتى يثخن في الأرض - إلى قوله- لولا كتابا من الله سبق لمسكم فيما أخذتم) من الفداء ثم أحل لهم الغنائم، فلما كان يوم أحد من العام المقبل عوقبوا فيما صنعوا يوم بدر من أخذهم الفداء، فقتل منهم سبعون وفر أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وكسرت رباعيته وهشمت البيضة على رأسه وسال الدم على وجهه وأنزل الله تعالى (أو لما أصابتكم مصيبة قد أصبتم مثلها) الآية يأخذكم الفداء (عن علي بن أبي طالب) رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم بدر من استطعتم أن تأسروا من بني عبد المطلب فإنهم خرجوا كرها (عن محمد بن جبير
__________
لفظ مسلم فقال النبي صلى الله عليه وسلم أبكى للذي عرض على أصحابك من أخذ الفداء أي يبالغ في قتل المشركين وأسرهم قال ابن عباس لولا قضاء من الله سبق في اللوح المحفوظ بأنه يحل لكم الغنائم (لمسكم) أي لنا لكم وأصابكم (فيما أخذتم) من الفداء (عذاب عظيم) لفظ عذاب عظيم ليس موجودا في الحديث وربما حذف للعلم به أي من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم الذين قبلوا الفداء في الأسرى يدر هي ما أصيب منهم يوم أحد من قتل سبعين من المسلمين (قد أصبتم مثليها) يعنى يوم بدر فإنهم قتلوا من المشركين سبعين قتيلا وأسروا سبعين أسيرا وبقيت الآية (قلتم أنى هذا) أي من أين جرى علينا هذا القتل والهزيمة ونحن مسلمون ورسول الله فينا (قل هو من عند أنفسكم) أي باختياركم أخذ الفداء (تخريجه) (م. وغيره) (سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا أبو سعيد ثنا إسرائيل عن حارثة بن مضرب عن علي الخ (غريبة) لم يذكر جواب الشرط وتقديره فأسروا أو فافعلوا يعني الأسر ولا تقتلواهم فإنهم خرجوا لقتالنا مكرهين لا تختارين (تخريجه)