كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 14)

-2 -
بسم الله رحمن الرحيم
الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الذي أيده الله بنصره في أحرج الأوقات، وعلى آله وصحبه الذين جاهدوا وصبروا حتى انتشر الدين والعلم في معظم الآفاق والجهات، وسلم تسليما كثيرا، (أما بعد) فقد أراد الله عز وجل وله الحمد والمنة أن
__________
بسم الله الرحمن الرحيم
(بيان من المؤلف على من سبق اشتراكهم في الفتح الرباني مع شرحه بلوغ الأماني)
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وآله وصحبه ومن تبع هداه (أما بعد) فهذا شرح
لطيف مختصر من شرحي الكبير المسمى (بلوغ الأماني. من أسرار الفتح الرباني) ذكرت فيه مالا بد للطالب منه، مبتدئا بسند الحديث: ثم شرح غريبة مع ضبط ما خفي من ألفاظه، وتوضيح ما استغلق من معانيه، ثم تخرجه مع بيان درجته من القوة والضعف، تاركا ذكر الأحكام والزوائد (أما الأحكام) فيمكن للقارئ معرفتها من الحديث إن كان عالما، فإن كان مبتدئا فليرجع إلى كتابي (القول الحسن شرح بدائع المنن) فقد ذكرت فيه ما يستفاد من أحاديث بدائع المنن من الأحكام، مع ذكر مذاهب الأئمة الأربعة وغيرهم من الصحابة والتابعين، ففيه تبصرة للمبتدئ وتذكرة للمنتهي، وقد تم طبعه والحمد لله في جزءين كبيرين وأصبح ميسورا لكل طالب، وهو كالمفتاح للفتح الرباني، لأن نظام ترتيبهما واحد نفع الله بهما المسلمين (وأما الزوائد) فلا حاجة إليها لأن مسند الإمام أحمد رحمه الله تعالى جمع بين دفتيه كل ما في الكتب الستة أن لم يكن باللفظ فبالمعنى كما قال بعض السلف، ويزيد عنها مثلها تقريبا، وكل ما فيه جاء في كتابي الفتح الرباني فلا ضرورة للزوائد (هذا) وما دعاني إلى اختصار الشرح المذكور إلا الضرورة القصوى لجملة أسباب (منها) أنا كنا نأمل أن يتحسن الحال بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية ويرجع كل شيء إلى ما كان عليه كما حصل في الحرب العالمية الأولى، ولكن خاب الأمل، فقد استمر الغلاء بنسبة خمسة أضعاف ما كان عليه قبل الحرب وهذه أل نسبة، بل زاد في بعض الأشياء إلى ستة أضعاف وهكذا إلى عشرة، ومن ذلك ورق الطبع، كذلك زادت أجرة العمال بنسبة الغلاء (ومنها) طول الكتاب وأنه لو طبع مع شرحه الكبير كما سبق في الأجزاء التي طبعت لمبلغ أربعين جزءا، وكان في ظني أنه لا يزيد عن ثلاثين جزءا، ولكن الخبراء بفن الطباعة قد روه بأربعين جزءا على الأقل، ويؤيد تقديرهم هذا أننا طبعنا ثلاثة عشر جزءا وصلنا فيها إلى نهاية الحج فقط.
وهذا القدر لا يزيد عن ربع الكتاب، إذا كان كذلك فأين المال الذي يكفي للإنفاق على طبعه مع

الصفحة 2