كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 14)
كان يقرأ المسبحات قبل أن يرقد وقال إن فيهن آية أفضل من ألف آية.
(باب ما يقال من الأذكار غير القرآنية عند النوم)
127 - (عن أبي هريرة) رضي الله عنه كان يقول يعني النبي صلى الله عليه وسلم إذا وضع جبينه يقول باسمك ربي وضعت جنبي فإن أمسكت نفسي فارحمها وإن أرسلتها فاحفظها بما تحفظ به عبادك الصالحين.
128 - (وعنه أيضاً) عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يقول إذا أوى إلى فراشه: اللهم رب السموات السبع رب الأرض ورب كل شيء فالق الحب والنوى، منزل التوراة والإنجيل والقرآن، أعوذ بك من شر كل ذي شر أنت آخذ بناصيته، أنت الأول فليس قبلك شيء وأنت الآخر فليس بعدك شيء، وأنت
__________
(غريبه). بكسر الموحدة وهي السور التي افتتحت بلفظ التسبيح، قال النسائي قال معاوية يعني ابن صالح إن بعض أهل العلم كانوا يجعلون المسبحات ستا سورة الحديد، والحشر، والحواريين (يعني الصف) وسورة الجمعة، والتغابن وسبح اسم ربك الأعلى اهـ. أبهم الآية هنا كما أبهم ساعة الإجابة في يوم الجمعة وليلة القدر في العشر الأواخر من رمضان محافظة على قراءة الكل كما حوفظ بذينك على؛ ياء جميع يوم الجمعة والعشر الأواخر، قال الحافظ ابن كثير في تفسيره الآية المشار إليها في الحديث هي والله أعلم قوله تعالى (هو الأول والآخر والظاهر والباطن وهو بكل شيء عليم) والظاهر أنه رحمه الله قال ذلك عن توقيف ولأنه لا دخل للاجتهاد في مثل هذا والله أعلم (تخريجه) (د نس مذ) وقال حديث حسن وحسنه أيضاً الحافظ. (باب) (سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا سفيان ثنا ابن عجلان وقرئ على سفيان عن سعيد عن أبي هريرة إلخ (غريبة). هذه الجملة وهي قوله (يعني النبي صلى الله عليه وسلم إذا وضع جنبه يقول) من تفسير سفيان أحد رجال السند. أي قبضت روحي في نومي فارحمها وفي رواية البخاري فاغفر لها. أي رددت الحياة لي وأيقظتني من النوم فاحفظها إشارة إلى قوله تعالى (الله يتوفى الأنفس حين موتها) وذكر الرحمة والمغفرة عند الموت والحفظ عند الإيقاظ لمناسبته له (تخريجه) (ق. وغيرهم) باختلاف في بعض الألفاظ. (سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا عفان ثنا وهيب ثنا سهيل عن أبيه عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم إلخ (غريبة). تقدم أنه بقصر الهمزة ومعناه الاضطجاع للنوم. أي الذي يشق حب الطعام ونوى التمر ونحوهما للإنبات، والتخصيص لفضلهما أو لكثرة وجودهما في بلاد العرب. لم يذكر الزبور لأنه ليس فيه أحكام إنما هو مواعظ. معناه أعوذ بك من شر كل دابة مؤذية وفي قوله (أنت آخذ بناصيته) دلالة على أن قدرة الله عز وجل فوق قدرة كل مخلوق، وأن بطشه فوق كل ذي بطش. أي أنت القديم الذي لا ابتداء له (وأنت الآخر) أي الباقي بعد فناء خلقه لا انتهاء