كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 14)

رجلاً من الأنصار أن يقول إذا أخذ مضجعه اللهم أسلمت نفسي إليك، ووجهت وجهي إليك، وفوضت أمري إليك، وألجأت ظهري إليك، رغبة ورهبة إليك، لا ملجأ ولا منجا منك إلا إليك، آمنت بكتابك الذي أنزلت، وبنبيك الذي أرسلت، فإن مات مات على الفطرة. (وعنه من طريق ثان) عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إذا أويت إلى فراشك فتوضأ ونم على شقك الأيمن وقل اللهم أسلمت وجهي إليك فذكر الحديث المتقدم بلفظه إلا أنه قال فإن مت مت على الفطرة (وعن من طريق ثالث) مثل ما تقدم فذكره بإسناده ومعناه وقال وتوضأ وضوءك للصلاة وقال اجعلهن آخر ما تتكلم به، قال فرددتها على النبي صلى الله عليه وسلم فلما بلغت آمنت بكتابك الذي أنزلت، فقلت وبرسولك؟ قال: لا، وبنبيك الذي أرسلت (زاد في رواية أخرى) فإن مت من ليلتك مت على الفطرة، وإن أصبحت أصبحت وقد أصبت خيراً كثيراً. (وعنه من طريق رابع) عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إذا اضطجع الرجل فتوسد
__________
ثنا عفان ثنا شعبة عن أبي إسحاق قال سمعت البراء بن عازب إلخ (غريبة). أي استسلمت وجعلت نفسي منقادة لك طائعة لحكمك، قال العلماء الوجه والنفس هنا بمعنى الذات كلها: يقال سلم وأسلم واستسلم بمعنى. أي أسندته إلى حفظ لما علمت أنه لا سند يتقوى به إلا سواك ولا ينفع إلا حماك. أي طمعاً في ثوابك وخوفاً من عقابك (وقوله لا ملجأ ولا منجا إلخ) قال الحافظ ملجأ مهموز ومنجا مقصور، وقد يهمز منجا للازدواج، وقد يعكس أيضاً لذلك، ويجوز التنوين مع القصر اهـ والمعنى لا مهرب ولا ملاذ ولا مخلص من عقوبتك إلا برحمتك، وهذا معنى ما ورد أعوذ بك منك، أي أعوذ بمظاهر صفات جمالك ومعاني إكرامك من غاية صفات جلالك ومهاوي انتقامك. أي الأحلام. أي الإسلام. (سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا أبي يحيى بن آدم ثنا فضيل يعني ابن عياض عن منصور عن سعد عن عبيدة عن البراء بن عازب عن النبي صلى الله عليه وسلم إلخ. أي وضوءك للصلاة كما سيأتي في الطريق الثالثة. (سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا على بن إسحاق أنا عبد الله بن مبارك أنا سفيان عن منصور عن سعد عن عبيدة فذكر بإسناده ومعناه إلخ. بتشديد المهملة الأولى مفتوحة وسكون الثانية أي كررها وأعادها للاستذكار أما النبي صلى الله عليه وسلم. جاء عند مسلم (قل آمنت بنبيك الذي أرسلت) وفي رده عليه الصلاة والسلام توجيهات للعلماء أوجبها إما أنه ذكر ودعاء فينبغي أن يقتصر على اللفظ الوارد بحروفه ويجوز أن يتعلق الجزاء بتلك الحروف، وإما أنه أوحي إليه صلى الله عليه وسلم بهذه الألفاظ ولا يجوز تغييرها وتبديلها والله أعلم. أي جعل الله لك ثواباً كثيراً باهتمامك بهذا الذكر ومتابعتك أمر الله ورسول الله صلى الله عليه وسلم. (سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا علي بن عاصم أنا حصين ابن عبد الرحمن عن سعد بن عبيدة عن البراء بن عازب عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إذا اضطجع الرجل إلخ

الصفحة 249