كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 14)

فقال ألا أدلك على ما هو خير لك من خادم؟ إذا أويت إلى فراشك سبحي الله ثلاثاً وثلاثين، واحمدي ثلاثاً وثلاثين، وكبري أربعاً وثلاثين، قال فأخرجت رأسها وقال رضيت عن الله ورسوله مرتين.
137 - (عن عبد الله بن الحارث) عن عبد الله بن عمر أنه أمر رجلا إذا أخذ مضجعه قال اللهم إنك خلقت نفسي وأنت توفاها، لك مماتها ومحياها، إن أحييتها فاحفظها، وإن أمتها فاغفر لها، اللهم أسألك العافية: فقال له رجل سمعت هذا من عمر؟ فقال من خير من عمر، من رسول الله صلى الله عليه وسلم.
138 - (وعن ابن عمر أيضاً) أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول إذا تبوأ مضجعه الحمد لله الذي كفاني وآواني وأطعمني وسقاني، والذي من علي وأفضل، والذي أعطاني فأجزل، الحمد لله على كل حال، اللهم رب كل شيء، وملك كل شيء، وإله كل شيء، ولك كل شيء أعوذ بك من النار.
(باب ما يقال عند النوم خشية الفزع فيه والأرق والوحشة)
139 - (عن عمرو بن شعيب) عن أبيه عن جده قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلك يعلمنا كلمات يقولهن عند النوم من الفزع بسم الله، أعوذ بكلمات الله التامة من غضبه وعقابه وشر عباده ومن همزات الشياطين وإن يحضرون، قال فكان عبد الله بن عمرو (يعني ابن العاص) يعلمها
__________
خادم (وقوله لم تسأله) أي لأنها لم تجده كما مر في الحديث السابق (وقوله فذكر الحديث) هكذا بالأصل، ولعله يشير إلى ذهاب النبي صلى الله عليه وسلم إلى علي وفاطمة بمنزلهما وما جرى بينه وبينهما كما في الحديث السابق. أي من تحت الغطاء (وقولها رضيت عن الله ورسوله) أي رضيت بما رضي به الله ورسوله صلى الله عليه وسلم وكررت ذلك مرتين تأكيداً للرضا والامتثال رضي الله عنها (تخريجه) (د. وغيره) وسنده حسن. (سنده) حدثنا عبد الله ثنا أبي محمد بن جعفر ثنا شعبة عن خالد ثنا عبد الله بن الحارث إلخ (غريبة). أي بيدك حياتها وموتها. في الحديث ذكر الموت والحياة والدعاء للنفس على تقدير الحياة بالحفظ وعلى تقدير الموت بالمغفرة، وذلك أن النوم شبيه بالموت لأن الله تعالى يتوفي فيه نفس النائم كما قال تعالى في كتابه العزيز (الله يتوفى الأنفس حين موتها) فناسبه ذكر المجيء بهذا الدعاء على التقديرين (تخريجه) (م نس). (سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا عبد الصمد ثنا أبي حسين يعني المعلم عن ابن بريدة حدثني ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم إلخ (غريبة). أي دفع عني كل شر مؤذ من خلقه (وآواني) بمد الهمزة أي ردني إلى مأوى وهو المنزل الذي أسكن فيه يقيني الحر والبرد وأحرز فيه متاعي وأحجب به عيالي (تخريجه) (نس د) وأخرجه أيضاً أب عوانة وابن حبان في صحيحهما وسنده جيد. (باب) (سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا يزيد أنا محمد بن إسحاق عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده إلخ (غريبة). الفزع بالتحريك الخوف، وبابه تعب والمراد هنا أن من ينتبه من نومه فزعاً خائفاً فليقل بسم الله إلى آخره
-----
(*) جاء في الأصل عن أبي بريدة أبي بدل ابن، وهو خطأ وصوابه ما ذكرنا واسمه عبد الله بن بريدة بن الخصيب

الصفحة 252