كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 14)
على قافية (1) رأس أحدكم ثلاث عقد بكل عقدة يضرب عليك ليلا طويلا فارقد، وقال مرة يضرب عليه بكل عقدة ليلا طويلا، وقال إذا استيقظ فذك الله عز وجل انحلت عقدة، فإذا توضأ انحلت عقدتان، فإذا صلى انحلت العقد وأصبح طيب النفس نشيطاً، وإلا أصبح خبيث النفس كسلان.
143 - (عن جابر) قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما من ذكر ولا أنثى إلا وعلى رأسه جرير معقود ثلاث عقد حين يرقد، فإذا استيقظ فذكر الله تعالى انحلت عقدة، فإذا قام فتوضأ انحلت عقدة، فإذا قام إلى الصلاة انحلت عقده كلها.
144 - (عن البراء بن عازب) رضي الله عنه أن النبي كان إذا استيقظ قال الحمد لله الذي أحيانا بعد ما أماتنا وإليه النشور، قال شعبة هذا أو نحو هذا المعنى، وإذا قام قال اللهم باسمك أحيا وباسمك أموت
__________
عن أبي هريرة إلخ (غريبة). أي مؤخر عنقه وقافية كل شيء مؤخره، وفي النهاية القافية القفا وقيل مؤخر الرأس، وقيل وسطه، وظاهر قوله أحدكم التعميم في المخاطبين ومن في معناهم، ويمكن أن يخص منه من ورد في حقه أنه معصوم من الشيطان كالأنبياء، ومن تناوله قوله تعالى (إن عبادي ليس لك عليهم سلطان) وكمن قرأ آية الكرسي عند نومه: فقد ثبت أنه يحفظ من الشيطان حتى يصبح؛ قاله الحافظ. بكل عقدة متعلق بيضرب أي يضرب بكل عقدة كما جاء في الرواية الثانية (وقوله ليلا طويلا) هكذا بالأصل ليلا طويلا بالنصب: وكذا عند مسلم أيضاً، قال النووي هكذا هو في معظم نسخ بلادنا بصحيح مسلم: وكذا نقله القاضي من وراية الأكثرين (عليك ليلا طويلا) بالنصب على الإغراء ورواه بعضهم (عليك ليل طويل) بالرفع أي بقي عليك ليل طويل، واختلف العلماء في هذه العقد فقيل يحتمل أن يكون فعلا يفعله الشيطان كفعل النفاثات في العقد، وقيل هو مجاز كنيّ به عن تثبيط الشيطان عن قيام الليل والله أعلم. في رواية البخاري (يضرب على كل عقدة) أي يضرب بيده على العقدة تأكيداً أو إحكاماً لها قائلاً ذلك، وقيل معنى يضرب يحجب الحس عن النائم حتى لا يستيقظ ومنه قوله تعالى (فضربنا على آذانهم) أي حجبنا الحس أن يلج في آذانهم فينتبهوا والله أعلم. انحلال هذه العقد إنما حصل ببركة الذكر (أيّ ذكر) والوضوء والصلاة، وفيه الحث على ذكر الله عز وجل عند الاستيقاظ والتحريض على الوضوء حينئذ وعلى الصلاة (تخريجه) (ق. وغيرهما). (سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا أبو معاوية ثنا الأعمش عن أبي سفيان عن جابر إلخ (غريبة). الجرير بالجيم بوزن حرير حبل من أدّم أي جلد نحو الزمام، ويطلق على غيره من الحبال (وقوله معقود ثلاث عقد) أي يعقدها الشيطان كما تقدم في الحديث السابق (تخريجه) (خز حب) وسنده جيد. (سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا حجاج أنا شعبة عن عبد الله بن أبي السفر قال سمعت أبا بكر بن أبي موسى يحدث عن البراء أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا استيقظ إلخ (غريبة). جعل النوم موتاً لكونه شبيهاً به من حيث عدم الإحساس وفقد الإدراك (وإليه النشور) أي البعث