كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 14)
(باب ما يقول من استجد ثوباً)
152 - (عن أبي سعيد الخدري) رضي الله عنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا استجد ثوباً سماه باسمه قميصاً أو عمامة ثم يقول اللهم لك الحمد أنت كسوتنيه أسألك من خيره وخير ما صنع له، وأعوذ بك من شره وشر ما صنع له.
(باب ما يقال عند نزول المطر وسماع الرعد والصواعق ورؤية الهلال)
153 - (عن عائشة) رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا رأى ناشئاً من أفق من آفاق السماء ترك عمله وإن كان في صلاته ثم يقول اللهم إني أعوذ بك من شر ما فيه، فإن كشف الله حمد الله، وإن مطرت قال اللهم صيباً نافعاً (وعنها من طريق ثان) أن رسول الله
__________
فببركة هذا الذكر يغفر الله له ما كان في مجلسه، ولفظه عند الترمذي (عن أبي هريرة) قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من جلس في مجلس فكثر فيه لغطه فقال قبل أن يقوم من مجلسه ذلك سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك إلا غفر له ما كان في مجلسه ذلك (تخريجه) (د حب والثلاثة) وقال الترمذي حسن صحيح غريب من هذا الوجه اهـ (قلت) وله شواهد منها عن عائشة وأبي برزة وغيرهما. (باب) (سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا خلف بن الوليد قال ثنا ابن مبارك عن أبي سعيد الجريري عن أبي سعيد الخدري إلخ (غريبة). معناه أن يقول اللهم لك الحمد أنت كسوتني هذا القميص أو هذه العمامة أو نحو ذلك، ثم يقول أسألك من خيره إلخ. زاد أبو داود في هذا الحديث قال أبو نضرة فكان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا لبس أحدهم ثوباً جديداً قيل له تُبِلى ويُخلف الله (تخريجه) (د نس مذ ك حب) وحسنه الترمذي وصححه الحاكم وابن حبان. (باب) (سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا عبد الرحمن عن سفيان عن المقدام ابن شريح عن أبيه عن عائشة إلخ (غريبة). أي سحاباً لم يتكامل اجتماعه مقبلاً من أفق من الآفاق كما صرح بذلك في رواية ابن ماجه، والأفق بضمتين الناحية من الأرض ومن السماء (ترك عمله) أي لاهتمامه بأمر ذلك السحاب خوفاً من أن يكون رسول عذاب كما أرسل إلى قوم هود قال تعالى (فلما رأوه عارضاًً مستقبل أوديتهم قالوا هذا عارض مطرنا، بل هو ما استعجلتم به ريح فيها عذاب أليم، تدمر كل شيء بأمر ربها فأصبحوا لا يُرى إلا مساكنهم). أي وإن كان العمل صلاة، ومعنى تركها والله أعلم عدم الإتيان بغيرها بعد فراغه منها، فإن كانت فرضاً أتمها ولا يتنفل بعدها، وإن كانت نفلاً سلم من ركعتين ولم يأت بنفل آخر حتى يطمئن. يعني إن أزال الله السحاب حمد الله لأنه لم يحصل منه ضرر (وإن مطرت قال اللهم صيباً نافعاً) الصيب بفتح أوله وتشديد التحتية مكسورة، هو ما سال من المطر من صاب إذا نزل قاله ابن عباس (وقوله نافعاً) صفة للصيب ليخرج بذلك الصيب الضار وجاء في بعض الروايات (اللهم سيباً) بالسين المهملة المفتوحة وسكون التحتية من سبب إذا جرى أي مطراً جارياً على وجه الأرض من كثرته. (سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا يزيد عن عبد ربه