كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 14)
صلى الله عليه وسلم إذا رأى الهلال قال الله أكبر الحمد لله، لا حول ولا قوة إلا بالله، اللهم إني أسألك خير هذا الشهر، وأعوذ بك من شر القدر ومن سوء الحشر.
(باب ما يقال عند صياح الديكة ونُهاق الحمار ونِباح الكلاب)
157 - (عن أبي هريرة) رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إذا سمعتم صياح الديكة من الليل فإنما رأت ملكاً سلوا الله من فضله، وإذا سمعتم نُهاق الحمار فلعله رأى شيطاناً فتعوذوا بالله من الشيطان.
158 - (عن جابر بن عبد الله) رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (وفي لفظ سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول): إذا سمعتم نباح الكلاب ونهاق الحمير من الليل فتعوذوا بالله، فإنها ترى ما لا ترون؛ وأفلوا الخروج إذا هدأت الرجل فإن الله سبحانه وتعالى يبُث في ليله من خلقه ما شاء،
__________
ابن أبي شيبة ثنا محمد بن بشير ثنا عبد العزيز بن عمر حدثني من لا أتهم من أهل الشام عن عبادة بن الصامت إلخ (غريبة). بفتح القاف والدال المهملة وهو ما يقدره الله عز وجل على عباده (وقوله من سوء الحشر) بفتح الحاء المهملة وسكون الشين المعجمة وهو اجتماع الناس في مكان واحد يوم القيامة، وفي بعض الروايات (ومن سوء يوم المحشر) أي موضع الحشر بمعنى المحشور أي المجموع فيه الناس، ولا شر ولا خير أعظم من يوم المحشر، كيف وهو يوم الفزع الأكبر (تخريجه) (طب) وقال الحافظ العراقي رواه عنه (يعني عن عبادة بن الصامت) أيضاً أن ابن أبي شيبة وأحمد في مسنديهما وفيه من لم يسم، بل قال الراوي حدثني من لا أتهم اهـ وقال الحافظ غريب ورجاله موثقون إلا من لم يسم. (باب) (سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا هاشم ثنا ليث عن جعفر بن ربيعة عن عبد الرحمن بن هرمز عن أبي هريرة إلخ (غريبة). الديكة (كنية) جمع ديك وهو ذكر الدجاج. قال القاضي عياض كأن السبب فيه رجاء تأمين الملائكة على دعائه واستغفارهم له وشهادتهم له بالإخلاص اهـ، قال القاضي عياض وفائدة الأمر بالتعوذ لما يخشى من شر الشيطان الرجيم (تخريجه) (ق د مذ. وغيرهم). (سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا محمد بن أبي عدي عن محمد بن إسحاق ح ويزيد قال أنا محمد بن إسحاق المعني عن محمد بن إبراهيم عن عطاء بن يسار عن جابر بن عبد الله إلخ (غريبة). نباح الكلاب بضم النون وكسرها صياحها (ونهاق الحمير) بضم النون أي صوته، والحمير بفتح الحاء المهملة جمع حمار بكسرها. خصه بالليل لأن انتشار الشياطين والجن فيه أكثر، وكثرة فسادهم فيه أظهر؛ فهو بذلك أجدر وإن كان النهار كذلك في طلب التعوذ. معناه أن الكلاب والحمير بل وسائر البهائم ترى من الجن والشياطين ما لا يراه بنو آدم (وقوله وأفلوا الخروج) يعني من المنازل (إذا هدأت) بالتحريك أي سكنت في القاموس هدأ كمنع سكن (والرجل) بكسر فسكون أي سكن الخلق عن المشي بأرجلهم في الطريق. أي يغرق وينشر في ليله من خلقه ما شاء من إنس وجن وشياطين وهوام وغيرها، فمن أكثر الخروج