كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 14)

وأجيفوا الأبواب واذكروا اسم الله عليها فإن الشيطان لا يفتح باباً أجيف وذكر اسم الله عليه وأوكثوا الأسقية (وفي رواية القِرَب) وغطوا الجرار وأكفئوا الآنية.
(أبواب أذكار تقال لما يهم الإنسان من عوارض وآفات)
(باب ما يقال لدفع كيد الشياطين وتمردهم على الإنسان وعبثهم به)
159 - (عن أبي التياح) قال سأل رجل عبد الرحمن بن خَنْبِش كيف صنع رسول الله صلى الله عليه وسلم حين كادته الشياطين؟ قال جاءت الشياطين إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم من الأودية وتحدرت عليه من الجبال وفيهم شيطان معه شعلة من نار يريد أن يحرق بها رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال فرعب: قال جعفر أحسبه قال جعل يتأخر، قال وجاء جبريل عليه السلام، فقال يا محمد قل: قال فما أقول؟ قال قل أعوذ بكلمات الله التامات التي لا يجاوزهن بر ولا فاجر من شر ما خلق وذرأ وبرأ ومن شر ما ينزل من
__________
حين ذاك لغير غرض شرعي أوشك أن يحصل له أذى لمخالفته للمشروع. أي أغلقوها (وقوله أجيف) بضم الهمزة يعني أغلق، ومعناه أنهم لم يؤذن لهم في ذلك من قِبَل خالقهم. جمع قربة وهو وعاء الماء من جلد، أي اربطوا فمها لئلا يدب عليها شيء أو تتنجس (تخريجه) (د حب ك) وصححه الحاكم وأقره الذهبي، ورواه أيضاً البخاري في الأدب المفرد، وقال البغوي حديث حسن. (باب) (سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا عفان ثنا جعفر بن سليمان ثنا أبو النياح إلخ (غريبة). الرجل المبهم هنا هو أبو النياح نفسه راوي الحديث عن عبد الرحمن المذكور كما صرح بذلك في الطريق الثانية حيث قال: قلت لعبد الرحمن بن خنبش إلخ، وخنبش (بوزن جعفر) ضبطه الحافظ في الإصابة بمعجمة ثم نون ثم موحدة التميمي قال ابن حبان له صحبة. الظاهر أن ذلك كان في الليلة التي جاءوا فيها بعد استماع جن نصيبين للقرآن، قال ابن عباس وكانوا سبعة من جن نصيبين فجعلهم رسول الله صلى الله عليه وسلم رسلاً إلى قومهم وقد جاء ذلك في كتاب الله عز وجل قال تعالى (وإذا صرفنا إليك نفراً من الجن يستمعون القرآن - إلى قوله - ويُجِركُم من عذاب أليم) قال ابن عباس فاستجاب لهم من قومهم سبعون رجلاً من الجن فرجعوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فوافوه بالبطحاء فقرأ عليهم القرآن وأمرهم ونهاهم، ذكره البغوي (قلت) فيحتمل أن هذا العفريت حضر معهم وكان من شياطينهم ليكيد للنبي صلى الله عليه وسلم كما كان يفعل المنافقون من الإنس فحفظه الله منه، فقد روى البيهقي في الأسماء والصفات من طريق داود بن عبد الرحمن عن يحيى بن سعيد قال: سمعت رجلاً من أهل الشام يحدث عن ابن مسعود قال: لما كان ليلة الجن أقبل عفريت في يده شعلة فذكره اهـ. قيل هي صفاته تعالى القائمة بذاته، وقيل العلم لأنه أعم الصفات، وقيل القرآن، وقيل جميع ما أنزله الله عز وجل على أنبيائه لأن الجمع المضاف إلى المعارف يعم (والتامات) يعني الكاملة فلا يدخلها نقص ولا عيب، وقيل النافعة

الصفحة 260