كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 14)
-164 -
ما يقال لطلب المغفرة ووفاء الدين
-----
وجوه أعدائه بالريح فهزمهم الله عز وجل بالريح (عن عوف بن مالك الأشجعي) رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قضى بين رجلين، فقال المقضى عليه لما أدبر حسبي الله ونعمة الوكيل فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الله يلوم على العجز ولكن عليك بالكيس فإذا غلبك أمر فقل حسبي الله نعم الوكيل (باب ما يقال لطلب المغفرة- ووفاء الدين) (عن علي) رضي الله عنه قال قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم ألا أعلمك كلمات إذا قلتن غفر لك مع أنك غفور لك، لا إله إلا الله الحليم الكريم، لا اله إلا الله العلي العظيم، سبحان الله رب السموات السبع ورب العرش العظيم الحمد لله رب العالمين (ز) (عن أبي وائل)
__________
الفراء معناه أنهم جبنوا، وسبيل الجبان إذا اشتد به خوفه أن تنتفخ رئته: فإذا انتفخت الرئة رفعت القبل إلى الحنجرة (قوله روعاتنا) جمع روعة وهي المرة الواحدة من الروع والفزع نزل في ذلك قوله عز وجل (يا أيها الذين آمنوا اذكروا نعمة الله عليكم إذ جاءتكم جنود فأرسلنا عليهم ريحا وجنودا لم تروها الآيات) (تخريجه) أورده الهيثمي وقال رواه أحمد والبزار وإسناد البزار متصل ورجاله ثقات وكذلك رجال أحمد إلا أن في نسختي من المسند عن ربيح بن أبي سعيد عن أبيه وهو في البزار عن أبيه عن جده (قلت) وهو كذلك في نسخة المسند التي بين أيدينا كنسخة الحافظ الهيثمي، وربيح بموحدة ومهملة مصغرا ابن عبد الرحمن بن أبي سعيد الخدري المدني يقال (اسمه سعيد وربيح لقب) مقبول قاله الحافظ في التقريب حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا حيوة بن شريح وإبراهيم ابن أبي العباس قالا ثنا بقية قال حدثني بحير بن سعد عن خالد بن معدان عن سيف (يعني الشامي) عن عوف بن مالك الخ يشير بذلك إلى أن خصمه أخذ ماله باطلا، والظاهر أن النبي صلى الله عليه وسلم قضى لخصمه بيمينه فقد ترجم له أبو داود (باب الرجل يحلف على حقه) أي لا يرضى عن العجز، وهو التساهل في عواقب الأمور وعدم الأخذ بالحزم بفتح الكاف وسكون التحتية ضد العجز وهو التيقظ في عواقب الأمور والحذر من الوقوع في المكروه معناه كان ينبغي لك أن تتيقظ في معاملتك وتتدبر فيما يعود عليك بالمصلحة بالنظر إلى الأسباب واستعمال الفكر، فإذا غلبك الخصم بعد ذلك قلت حسبي الله وأما قولك حسبي الله بلا تيقظ كما فعلت فهو من الضعف فلا ينبغي ذلك (تخريجه) (دنس) وسنده حسن (باب) (سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا أبو أحمد الزبيري ثنا علي بن صالح عن أبي إسحاق عن عمرو بن مرة عن عبد الله بن سلمة عن علي الخ (غريبة) فيه منقبة عظيمة للإمام علي رضي الله عنه حيث بشره النبي صلى الله عليه وسلم بأنه مغفور له (تخريجه) لم أقف عليه لغير الإمام أحمد بهذا السياق، وتقدم هذا الذكر في الباب السابق في تفريج الكرب والشدة: ويحتمل أنه صالح لطلب المغفرة أيضا وتقدم تخريجه هناك (سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبو عبد الرحمن عبد الله