كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 14)
-265 -
الحث على الدعاء وما جاء في فضله وأنه ينتفع مما نزل ومما لم ينزل
-----
قال أتى عليا رضي الله عنه رجل، فقال يا أمير المؤمنين عجزت عن مكاتبتي فأعني، فقال علي رضي الله عنه ألا أعلمك كلمات علمنيه رسول الله صلى الله عليه وسلم لو كان عليك مثل جبل صير دنانير لأداه الله عنك؟ قلت بلى، قال قل اللهم أكفني بحلالك عن حرامك وأعنني بفضلك عمن سواك (أبواب الدعاء وما جاء وما جاء فيه) (باب الحث على الدعاء وما جاء في فضله وآدابه وأنه ينفع لا محالة (عن معاذ بن جبل) رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم لن ينفع حذر من قدر ولكن الدعاء ينفع مما نزل ومما لم ينزل فعليكم بالدعاء عباد الله (عن ثوبان) رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أن الرجل ليحرم الرزق بالذنب يصيبه ولا يرد القدر إلا الدعاء، ولا يزيد في العمر إلا البر
__________
ابن عمر حدثنا أبو معاوية عن عبد الرحمن بن إسحاق القرشي عن سيار أبي الحكم عن أبي وائل الخ (غريبة) بكسر الصاد بعدها ياء تحتية ثم راء: جبل بطيء بهمزة وصل وكسر الفاء من كفى كفاية، أي قني واحفظني بالحلال عن الوقوع في الحرام (تخريجه) (مذ ك) وقال الترمذي حسن غريب اهـ (قلت) وصححه الحاكم وأقره الذهبي، وفي إسناده عبد الرحمن بن إسحاق القرشي بعضهم وثقه وبعضهم ضعفه والله أعلم (باب) (سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا الحكم ابن موسى قال عبد الله قال عبد الله قال وثناه الحكم بن موسى ثنا ابن عياش ثنا عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي حسين عن شهر بن حوشب عن معاذ الخ (غريبة) أي لا يجدي إذ لا مفر من قضائه تعالى فهو واقع على كل حال (والحذر) بالتحريك الاستعداد والتأهب للشيء (والقدر) بالتحريك أيضا القضاء الذي يقدره الله تعالى على العبد أي مما نزل بالفعل ومما هو في علم الله. وذلك بأن يلطف الله به ويذخره له في الآخرة: أو يصرف عنه من السوء مثله كما سيأتي في حديث أبي سعيد أي ألزموه يا عباد الله (تخريجه) (عل طب) وحسنه الحافظ السيوطي، لكن أورده الهيثمي وقال رواه أحمد والطبراني وشهر بن حوشب لم يسمع من معاذ، ورواية إسماعيل بن عياش عن أهل الحجاز ضعيفة (سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا وكيع ثنا سفيان عن عبد الله بن عيسى عن عبد الله بن أبي الجعد عن ثوبان الخ (غريبة) أي يحرم بعض ثواب الآخرة أو بعض نعم الدنيا من نحو صحة ومال بمعنى محق البركة منه (وقوله بالذنب يصيبه) أي بشؤم كسبه الذنب ولو بأن تسقط منزلته من القلوب ويستولي عليه أعداؤه، ولا يقدح فيه ما يرى من أن الكفرة والفسقة أعظم مالا وصحة من العلماء والصالحين، لأن الكلام في مسلم يريد الله رفع درجته في الآخرة فيعفيه من ذنوبه في الدنيا: فاللام في الرجل للعهد، والمعهود بعض الجنس من المسلمين، ويحتمل أن يكون الحرمان بالنسبة إلى الرزق المعنوي والروحاني: وقد يكون من الرزق الظاهر المحسوس والله أعلم معنى رد القدر هنا تهوينه وتيسير