كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 14)

-266 -
الدعاء ينفع صاحبه ما لم يدع بائم أو قطيعة رحم
-----
(ز) (عن عبادة الصامت) أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ما على ظهر الأرض من رجل مسلم يدعو الله عز وجلب دعوة إلا أتاه الله إياه، أو كف عنه السوء مثلها، منا لم يدع بإثم أو قطيعة رحم (عن أبي سعيد الخدري) أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ما من مسلم يدعو بدعوة ليس فيها اثم ولا قطيعة رحم إلا أعطاه الله بها إحدى ثلاث، إما أن تجعل له دعوته، وإما أن يدخرها له في الآخرة، وإما أن يصرف عنه السوء مثلها، قالوا إذا نكثر، قال الله أكثر ثم قرأ (ادعوني أستجب لكم إن الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين)
__________
الأمر فيه حتى يكون النازل كأنه لم ينزل، وفي الحديث المتقدم (الدعاء ينفع مما نزل ومما لم ينزل) أما نفعة مما نزل فصبره عليه ورضاه به (ومما لم ينزل) فهو أن يصرفه عنه أو يخفف عنه أعباء ذلك إذا نزل به، فينبغي للإنسان أن يكثر من الدعاء (وقوله لا يزيد في العمر إلا البر) البر هو كل عمل صالح يرضى الله تعالى، والمراد بالزيادة هنا البركة والمعنى أن من وفق للإكثار من الأعمال الصالحة يزيد الله تعالى في أجره حتى يكون أكثر من أجر من هو أطول منع عمرا، وإلا فالعمر مقدر في علم الله ع وجل لا زيادة فيه ولا نقص (تخريجه) (نس جه حب ك) وصححه الحاكم وأقره الذهبي (سنده) حدثنا عبد الله ثنا إسحاق بن منصور الكوسج أنا محمد بن يوسف ثنا ابن ثوبان عن أبيه عن مكحول عن جبير بن نفير عن عبادة بن الصامت الخ (غريبة) مثال الإثم أن يقول اللهم يسر لي قتل فلان أو زنا بفلانة أو نحو ذلك (أو قطيعة رحم) كأن يقول اللهم باعد بيني وبين أبي مثلا وإن كان هذا من الإثم أيضا فهو تخصيص بعد تعميم (تخريجه) أورده النووي في الأذكار بزيادة (فقال رجل من القوم إذا نكثر فقال الله أكثر) وعزاه للترمذي وقال قال الترمذي حديث حسن صحيح (سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا أبو عامر ثنا علي عن أبي المتوكل عن أبي سعيد الخ (غريبة) أي نكثر من الدعاء لعظم فوائده (وقوله الله أكثر) يعني أكثر إجابة (تخريجه) (عل بز طس ك) وقال الهيثمي ورجال أحمد وأبي يعلى وأحد إسنادي البزار رجال الصحيح غير على بن على الرفاعي وهو ثقة (قلت) وصححه الحاكم وأقره الذهبي (سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا عبد الرزاق أنا سفيان عن الأعمش ومنصور عن ذر عن يسيع الكندي عن النعمان بن بشير الخ (غريبة) قال الطيبي أتى بضمير الفصل والخبر المعرف باللام ليدل على الحصر وأن العبادة ليست غير الدعاء، وقال غيره المعنى هو من أعظم العبادة فهو كخبر (الحج عرفة) أي ركنة الأكبر، وذلك لدلالته على أن فاعله يقبل بوجهه إلى الله معرضا عما سواه: ولأنه مأمور به وفعل المأمور بع عبادة: وسماه عبادة ليخضع الداعي ويظهر ذلته ومسكنته وافتقاره: إذ العبادة ذل وخضوع ومسكنة أي صاغرين وأتى بالآية ليستدل بها على أن الدعاء يسمى عبادة لأنه عز وجل

الصفحة 266