كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 14)

-269 -
من سنن الدعاء استقبال القبلة ورفع اليدين
-----
ويدع ما بين ذلك (باب استقبال القبلة ورفع اليدين في الدعاء وما يستفتح به ومسح الوجه باليدين عند الفراغ من الدعاء) (عن ابن جريج) أخبرني عبيد الله بن أبي يزيد أن عبد الرحمن بن طارق بن علقمة اخبره عن عمه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا جاء مكانا من دار يعلى نسيه عبيد الله استقبل البيت فدعا، قال روح عن أبيه، وقال بكر عن أمه (وعنه من طريق ثان) قال أخبرني عبيد الله بن أبي يزيد أن عبد الرحمن بن طارق بن علقمة أخبره عن أمه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا دخل مكانا من دار يعلى نسيه عبيد الله استقبل البيت فدعا، قال وكنت أنا وعبد الله بن كثير إذا جئنا ذلك الموضع استقبل البيت فدعا (عن أبي هريرة) رضي الله عنه قال رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يمد يديه حتى لأرى بياض إبطيه
__________
قليلا ومعناها كثيرا كقوله تعالى (ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة) (وقوله ويدع ما بين ذلك) أي يترك غير الجوامع من الدعاء، ولفظ أبي داود (ويدع ما سوى ذلك) (تخريجه) (دك) وصححه الحاكم وأقره الذهبي (باب) (سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا عبد الرزاق أنبأنا ابن جرير الخ (غريبة) الذي عليه المحققون واعتمده أكثر المحدثين أنه عن أمه كما في أكثر الروايات وسيأتي ذلك هو ابن أمية الصحابي رضي الله عنه (وقوله نسيه عبيد الله) يعني نسي المكان الذي وقف فيه النبي صلى الله عليه وسلم مستقبلا للبيت روح وبكر لم يذكرا في سند الحديث ولعلهما قالا ذلك في رواية أخرى (سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا أحمد بن الحجاج ثنا عبد الله ابن علقمة ثنا عبد الله وعلي بن إسحاق أنا عبد الله بن المبارك أنا ابن جرير أخبرني عبيد الله بن أبي يزيد الخ هذا هو الصوب كما تقدم أنه عن أمه، وهذه الرواية هي المفوظة عند أكثر المحدثين يعني عبد الله بن كثير اقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم وفيه استحباب استقبال القبلة عند الدعاء، ويؤيد ذلك ما رواه مسلم وغيره عن جابر (أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أتى الموقف بعرفة واستقبل القبلة ولم يزل يدعو حتى غربت الشمس) وروى النسائي من حديث أسامة بن زيد (كنت ردفة يعني النبي صلى الله عليه وسلم بعرفات فرفع يديع يدعو) ورجاله ثقات (تخريجه) قال الحافظ في الإصابة رواه البخاري في تاريخه والبغوي والطبري من طريق أبي عاصم، ورواه (د نس عب) من طريق ابن جرير فقالوا جميعا عن أمه: قال ورواه الطبراني وابن شاهين من طريق ابن جريج إلا أنه قال عن أبيه، قال رواه البرساني عن ابن جريج فقال عن عمه، قال فهذا اضطراب يعل الحديث لكن يقوي أنه عن أمه لا عن أبيه ولا عن عمه أن في آخر الحديث عند أبي نعيم (فنخرج معه يدعو ونحن مسلمات) والله أعلم (سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا ابن أبي عدي عن سليمان يعني التيمي عن بركة عن بشير بن نهيك عن أبي هريرة الخ (غريبة) يفيد المبالغة في رفع اليدين عند الدعاء، فإن قيل كيف يرى بياض إبطيه وهو لابس ثيابه؟ (قلت) يحتمل أنه في هذا الوقت لم يكن على النصف الأعلى منه ثوب غير الرداء (وقوله

الصفحة 269