كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 14)
-274 -
كراهة الدعاء بقوله اللهم اغفر لي إن شئت بل يعزم المسألة
-----
فادع لنا بخير، فان النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول إن دعوة المرء المسلم مستجابة لأخيه بظهر الغيب، عند رأسه ملك موكل به، كلما دعا ل؟ أخيه بخير قال آمين ولك مثل، قال فخرجت إلى السوق فلقيت أبا الدرداء فحدثني عن النبي صلى الله عليه وسلم بمثل هذا (باب النهي عن قول الداعي اللهم اغفر لي إن شئت وعن استبطاء الإجابة وكراهة السجع في الدعاء) (عن أبي هريرة) رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إذا دعا أحدكم فلا يقولن اللهم إن شئت ولكن ليعظم رغبته فإن الله عز وجل لا يتعاظم عليه شيء أعطاه (وعنه أيضا) قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يقولن أحدكم اللهم اغفر لي إن شئت اللهم ارحمني إن شئت، ولكن ليعزم المسألة فإنه لا مكره له (وعن أنس بن مالك) رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم بنحوه (وعنه أيضا) قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يزال العبد بخير ما لم يستعجل، قالوا يا رسول الله
__________
أم الدرداء فقالت أتريد الحج الخ (تخريجه) (م جه) (باب) (سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا محمد بن جعفر قال ثنا شعبة قال سمعت العلاء يحدث عن أبيه عن أبي هريرة الخ (غريبة) أي اللهم اغفر لي وارحمني ان شئت كما صرح بذلك في الحديث التالي، وقد حمل ابن عبد البر هذا النهي على التحريم فقال لا يجوز لأحد أن يقول اللهم أعطني إن شئت وغير ذلك، وحمله النووي على كراهة التنزيه، وقيل سبب النهي عن قوله ذلك أن فيه صورة الاستغناء عن المطلوب والمطلوب منه، وقال ابن بطال في الحديث إنه ينبغي للداعي أن يجتهد في الدعاء ويكون على رجاء الإجابة ولا يقنط من الرحمة فإنه يدعو كريما، وقد قال ابن عيينة لا يمنعن أحدا ما لم يعلم في نفسه يعني التقصير، فإن الله عز وجل قد أجاب دعاء شر خلقه وهو إبليس (قال رب فانظرني يوم يبعثون، قال فإنك من المنظرين) معناه أنه يبالغ في تكرار الدعاء والإلحاح، ويحتمل أنه يراد به الأمر بطلب الشيء العظيم الكثير، ويؤيد ذلك ما جاء بعده من التعليل بقوله (فإن الله عز وجل لا يتعاظم عليه شيء أعطاه) يعني مهما عظم وتعدد (تخريجه) (ق. وغيرهما) (سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا وكيع عن سفيان عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الخ (غريبة) قال الداودي معنى قوله ليعزم المسألة أن يجتهد ويلح ولا يقل إن شئتن كالمستثنى ولكن دعاء البائس الفقير، قال الحافظ وكأنه أشار بقوله كالمستثنى إلى أنه إذا قالها على سبيل التبرك لا يكره وهو جيد (تخريجه) (ق د مذ) (سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا إسماعيل ثنا عبد العزيز عن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا دعا أحدكم فليعزم في الدعاء ولا يقل اللهم إن شئت فأعطني فغن الله عز وجل لا مستكره له (تخريجه) (ق. والنسائي في اليوم والليلة) (سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا بهز ثنا أبو هلال ثنا قتادة عن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الخ (غريبة) معناه لا يزال العبد يستجاب دعاؤه (ما لم يستعجل) أي ما لم يستبطئ الإجابة ويسأم الدعاء