كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 14)
-275 -
كراهة استبطاء الإجابة- وقصة عائشة مع القاص
-----
كيف يستعجل؟ قال يقول دعوت ربي فلم يستجب لي (عن أبي هريرة) رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إنه يستجاب لأحدكم ما لم يعجل فيقول قد دعوت ربي فلم يستجب لي (عن الشعبي) قال قالت عائشة رضي الله عنها لابن أبي السائب قاص أهل المدينة ثلاثا لتبايعني عليهم أو لأنا جزنك، فقال ما هن؟ بل أنا أبايعك يا أم المؤمنين، قالت اجتنب السجع من الدعاء فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه كانوا لا يفعلون ذلك وقال إسماعيل مرة فقالت إني عهدت رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه وهم لا يفعلون ذاك، وقص على الناس في كل جمعة مرة، فإن أبيت فثلثين، فإن أبيت فثلثا، فلا تمل الناس هذا الكتاب
__________
فلا يستجاب له حينئذ بفتح الياء التحتية وكسر الجيم من الاستجابة (تخريجه) أورده الهيثمي وقال رواه أحمد وأبو يعلى بنحوه و (بز طس) وفيه أبو هلال الراسي وهو ثقة وفيه خلاف وبقية رجال أحمد وأبي يعلى رجال أحمد وأبي يعلى رجال الصحيح (سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا إبراهيم بن أبي العباس قال ثنا أويس قال قال الزهري أن أبا عبيد مولى عبد الرحمن بن عوف أخبره أنه سمع أبا هريرة يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الخ (غريبة) أي يستجاب دعاء كل واحد منكم إذا المفرد المضاف يفيد العموم على الأصح (وقوله فيقول) بالنصب لا غير وهو وما بعده بيان لقوله ما لم يعجل (تخريجه) (ق د مذ جه) (سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا إسماعيل قال ثنا داود عن الشعبي الخ (غريبة) اسمه الوليد بن سليمان القرشي ثقة من السادسة كذا في التقريب (وقوله قاص أهل المدينة) القاص هو الذي يعظ الناس ويقص عليهم أخبار الأمم السالفة والقاص أيضا الذي يأتي بالقصة على وجهها كأنه يتتبع معانيها وألفاظها بالنصب مفعول لفعل محذوف تقديره اذكر ثلثا (لتبايعني) بنون التوكيد الثقيلة (عليهن) أي على الطاعة فيما آمرك بشأنهن هو موالاة الكلام على روى واحد، ومنه سجعت الحمامة إذا رددت صوتها قاله ابن دريد، وقال الأزهري هو الكلام المقفى من غير مراعاة وزن، والمعنى لا تقصد إلى السجع في الدعاء ولا تشغل فكرك به لما فيه من التكلف المانع للخشوع المطلوب في الدعاء إن قيل ثبت في الأحاديث الصحيحة (اللهم منزل الكتاب، سريع الحساب، اهزم الأحزاب) (وجاء أيضا) لا اله إلا الله وحده، صدق وعده، ونصر عبده، وأعز جنده (وأجيب) بأن المكروه ما يقصد ويتكلف فيه كما ذكرنا، وأما ما ورد على سبيل الاتفاق فلا بأس به هو ابن إبراهيم بن مقسم الأسدي القرشي ابن علية وهي أمه، قال الإمام أحمد إليه المنتهى في التثبيت، وقال ابن معين كان ثقة مأمونا ورعا تقيا اهـ وهو أحد رجال السند يعني أنه قال مرة في روايته فقالت إني هدت رسول الله صلى الله وعلى آله وصحبه وسلم الخ بضم أوله وكسر الميم وتشديد اللام المفتوحة من الإملال وهي السآمة والناس نصب على المفعولية