كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 14)
-276 -
كراهة الاعتداء في الدعاء وهو تجاوز الحد وطلب ما يستحيل شرعا
-----
ولا الفينك تأتي القوم وهو في حديثهم فتقطع عليهم حديثهم ولكن اتركهم فإذا جرءوك عليه وامروك به فحدثهم (باب كراهة الاعتداء في الدعاء) (عن أبي النعامة) إن عبد الله بن نغفل رضي الله عنه سمع ابنه يقول اللهم أني أسلك القصر الأبيض عن يمين الجنة إذا دخلتها (وفي لفظ اللهم إني أسألك الفردوس وكذا) فقال يا بني سل الله تبارك وتعالى الجنة وعذ به من النار فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول يكون قوم (وفي لفظ يكون في هذه الأمة قوم) يعتدون في الدعاء والطهور (عن مولى لسعد بن أبي وقاص) (10)
__________
وهو كالبيان الحكمة الأمر بعدم الإكثار (والكتاب) مفعول ثان أو بنزع الخافض وهو القرآن كما صرح به عند البخاري، أي لا تملهم عن القرآن، وقد ثبت في حديث ابن مسعود عند الشيخين والإمام أحمد وغيرهم (وكان النبي صلى الله عليه وسلم يتخولنا بالموعظة كراهة السآمة علينا) بضم الهمزة وسكون اللام وكسر الفاء وفتح التحتية وتشديد النون المؤكدة أي لا أصادفنك ولا أجدنك في رواية البخاري من حديث ابن عباس، ولكن أنصت بهمزة قطع مفتوحة وكسر الصاد أي اسكت مع الاصفاء (فإذا جرءوك) أي التمسوا منك أن تقص عليهم وتحدثهم ويكون قوله (وأمروك) عطف مرادف (تخريجه) (بز طب) وسنده جيد: و (خ) من حديث ابن عباس (باب) (سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا عبد الصمد وعفان قالا ثنا حماد بن سلمة عن الجريري، وقال عفان في حديثه أنا جرير عن أبي نعامة الخ (غريبة) هو الدار الكبيرة المشيدة سمي بذلك لقصر النساء وحبسهم فيه أي عن يمين الداخل ففي الكلام حذف هو وسط الجنة وأعلاها بضم المهملة وسكون المعجمة أي التجيء إليه تعالى وتحصن به من عذاب النار، يقال عذت بفلان واستعذت به أي لجأت إليه، قال التوربيشتي إنما أنكر عبد الله على ابنه هذا الدعاء لأنه طمع في مالا يبلغه عملا حيث سأل منازل الأنبياء، وجعله من الاعتداء في الدعاء لما فيه من التجاوز عن حد الأدب نظر الداعي لنفسه بعين الكمال هذا تعليل المحذوف فكأنه قال له تسأل شيئا معينا من أمور الآخرة لأني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم الخ الاعتداء في كل شيء هو تجوز الحد فيه، ويكون الاعتداء في الدعاء أيضا بطلب ما يستحيل شرعا، وقد قال العلماء إنه لا يجوز أن يدعو الإنسان بتحول الجبل الفلاني ذهبا أو يحيي الله له الموتى، وقيل الاعتداء في الدعاء أن يدعو بإثم أو قطيعة رحم وهو وجيه (والاعتداء في الطهور) بضم الطاء المهملة بمعنى الفعل يكون يتجاوز الحد بالزيادة في الغسل والمسح على العدد المشروع، ويحتمل أن يكون بفتح الطاء بمعنى الماء، ويكون الاعتداء فيه بإراقة الكثير منه والإسراف فيه كما يفعل الموسوسون، والوسوسة من الشيطان (تخريجه) (د جه ك هق حب) وصححه الحاكم والنووي (سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا عبد الرحمن بن المهدي ثنا شعبة عن زياد بن مخراق قال سمعت