كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 14)

-283 -
ومنها اللهم أحسن عاقبتنا في الأمور كلها وأجرنا على من خزي الدنيا وعذاب الآخرة
-----
يفقهه (1) في الدين سمعت هؤلاء الكلمات من رسول الله صلى الله عليه وسلم على هذا المنبر (عن بسر بن أرطاة القرشي) رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعو اللهم أحسن عاقبتنا في الأمور كلها وأجرنا من خزي الدنيا وعذاب الآخرة (عن أبي موسى الأشعري) رضي الله عنه قال كان النبي صلى الله عليه وسلم يدعو بهؤلاء الدعوات اللهم اغفر لي خطاياي وجهلي وإسرافي في أمري، وما أنت أعلم به مني، اللهم اغفر لي جدي وهزلي وخطئي وعمدي، كل ذلك عندي (عن عبد الله بن عمرو) أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يدعو يقول اللهم اغفر ثنا ذنوبنا وظلمنا وهزلنا وجدنا وعمدنا وكل ذلك عندنا (عن معاذ بن جبل) رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال اللهم إني أسألك فعل الخيرات وترك المنكرات وحب المساكين، وأن تغفر لي وترحمني، وإذا أردت فتنة في قوم فتوفى غير مفتون، وأسألك حبك وحب
__________
وتعوذات عقب الصلاة صحيفة 65 رقم 789 أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول هذا الذكر عقب السلام من الصلاة الفقه في الأصل الفهم فقوله يفقه أي يفهمه علوم الدين وأسرار الشريعة مع العمل بما يعمل، وفيه شرف العلم وفضل العلماء وأن التفقه في الدين مع العمل علامة على حسن الخاتمة (تخريجه) (لك) وسنده جيد (سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا هيثم بن خارجة ثنا محمد بن أيوب ابن ميسرة بن حليس قال سمعت أبي يحدث عن بسر بن أرطاة الخ (بسر) بضم الباء الموحدة وسكون السين المهملة، وفي آخر الحديث قال عبد الله يعني بن الإمام أحمد وسمعته أنا من هيثم ومعناه أن عبد الله روى هذا الحديث مرتين مرة عن أبيه عن هيثم ومرة عن هيثم بغير واسطة أبيه (تخريجه) (طب) وزاد (من كان ذلك دعاؤه مات قبل أن يصيبه ابلاء) قال الهيثمي ورجال أحمد وأحد أسانيد الطبراني ثقات (سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا أبو أحمد قال ثنا شريك عن أبي إسحاق عن أبي بردة عن موسى الخ (غريبة) هما متضادان (وخطئ وعمدي) هما متقابلان (كل ذلك عندي) أيمكن أي أنا متصف بهذه الأمور فاغفرها لي، قاله تواضعا أو أراد ما وقع سهوا أو ما قبل النبوة أو محض تعليم لامته (تخريجه) (ق. وغيرهما) (سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا حسن ثنا ابن لهيعة ثنا حيي بن عبد الله عن أبي عبد الرحمن الحبلى عن عبد الله بن عمرو الخ (تخريجه) (طب) وقال الهيثمي رواه أحمد والطبراني وإسنادهما حسن هذا طرف من حديث طويل سيأتي بسنده وطوله في باب الترغيب في خصال مجتمعة من كتاب الترغيب في صالح الأعمال إن شاء الله تعالى (غريبة) أي المأثورات من أفعال الخير والمعنى أطلب منك يا الله الأقدار على فعلها والتوفيق لذلك (وترك المنكرات) أي المنهيات (وحب المساكين) قال الباجي هو من فعل القلب ومع ذلك فيختص بالتواضع، وفيه إن فعل الثلاثة إنما هو بفضل الله وتوفيقه أي بلايا ومحن، والفتنة لغة: الاختبار والامتحان، وتستعمل عرفا لكشف ما يكره قاله القاضي عياض، وتطلق على القتل والإحراق والنميمة

الصفحة 283