كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 14)

-285 -
ومنها اللهم لك أسلمت وبك آمنت وعليك توكلت وإليك أنبت الخ
-----
(وفي لفظ) رب اغفر وارحم واهدني السبيل الأقوم (عن ابن عباس) رضي الله عنهما أن رسول الله | صلى الله عليه وسلم كان يدعو رب أعني ولا تعن على وانصرني ولا تنصر علي، وامكر لي ولا تمكر علي واهدني ويسر الهدي إلي، وانصرني ولا تنصر علي، وامكر لي ولا تمكر علي واهدني ويسر الهدى إلي، وانصرني على من بغى علي، رب اجعلني لك شكارا لك أذكار، لك رهابا لك مطواعا إليك مختبا، لك أواها منيبا رب تقبل توبتي واغسل حوبتي وأجب دعوتي وثبت حجتي وأهد قلبي وسدد لساني واسلل سخيمة قلبي (وعنه أيضا) أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول اللهم لك أسلمت وبك آمنت وعليك توكلت، وإليك أنبت وبك خاصمت، أعوذ بعزتك لا إله إلا أنت أن تضلني أنت الحي
__________
والصالحين (تخريجه) أورده الهيثمي وقال رواه وأبو يعلى باسنا دين حسنين (سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا يحيى قال أملاه على سفيان إلى شعبة قال سمعت عمرو بن مرة حدثني عبد الله ابن الحارث المعلم حدثني طليق ينم قيس الحنفي أخو أبي صالح عن ابن عباس الخ (غريبة) أي على طاعتك وعلى أعدائي (ولا تعن على) أحدا منهم بضم الكاف فيهما والمراد ألحق عذابك بأعدائي لا بي: والمكر في الأصل الخداع وإظهار خلاف ما في الباطن وهو محال على الله تعالى، والمراد لازمه من العذاب والانتقام، وقيل هو استدراج العبد بالطاعة فيتوهم أنها مقبولة وهي مردودة بما وقع فيها من الرياء والسمعة جاء هو وما بعده على صيغة المبالغة، ومعناه الكثرة أي كثير الشكر وهو الاعتراف بالنعمة للمنعم، وقدم الجار والمجرور على عامله للاهتمام وقصد التخصيص أي كثير الخوف من عذابك أي كثير الطاعة (وقوله مخبتا لك) من الاختبارات وهو الخشوع والتواضع، وقيل من الخبث بفتح فسكون وهو الاطمئنان قال تعالى (وأخبتوا إلى ربهم) اطمأنوا إلى ذكر هـ وسكنت نفوسهم لأمره يعنه كثير التأوه والبكاء ومنه قوله تعالى (لأواه حليم) (وقوله منيبا) من الإنابة وهو الرجوع إلى طاعة الله عز وجل أي أزل خطيئتي وإثمي فالحوبة الإثم أي قولي وإيماني في الدنيا وعند جواب الملكين (وسدد لساني) أي أنطقه بصواب القول أي أخرج الحقد والحسد من قلبي فالسخيمة بفتح المهملة وكسر المعجمة الحقد والحسد، وسلها إخراجها وتنقية القلب منها من سل السيف إذا أخرجه من الغمد (تخريجه) (د نس جه مذ) وقال حسن صحيح وأخرجه أيضا (حب ك) وصححاه (سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا عبد الصمد ثنا انقدت وبك صدقت قال النووي في إشارة إلى الفرق بين الإسلام والإيمان أي رجعت وأقبلت بهمتي (وبك خاصمت) أي بك احتج وأدفع وأخاصم (أعوذ بعزتك) أي بقوة سلطانك كلمة تضلني متعلقة أعوذ أي أعوذ بعزتك من أن تضلني وكلمة (لا اله إلا أنت) لتأكيد العزة (تخريجه) (ق وغيرهما)

الصفحة 285