كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 14)
-286 -
ومنها اللهم إني أعوذ بك من قلب لا يخشع ونفس لا تشبع ودعاء لا يسمع الخ
-----
الذي لا تموت والجن والإنس يموتون (عن أبي هريرة) رضي الله عنه قال دعوات سمعتها من رسول الله صلى الله عليه وسلم لا أتركها ما عشت حيا، سمعته يقول اللهم اجعلني أظم شكرك وأكثر ذكرك وأتبع نصيحتك وأحفظ وصيتك (عن يحيى بن حسان) عن رجل من بني كنافة قال صليت خلف النبي صلى الله عليه وسلم عام الفتح فسمعته يقول اللهم لا تخزني يوم القيامة، قال ابن المبارك، يحيى بن حسان من أهل بيت المقدس وكان شيخا كبيرا حسنت الفهم (عن عبد الله بن أبي أوفى) أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يدعو فيقول اللهم طهرني بالثلج والبرد والماء البارد اللهم طهر قلبي من الخطايا كما طهرت الثوب الأبيض من الدنس، وباعد بيني وبين ذنوبي كما باعدت بين المشرق والمغرب، اللهم إني أعوذ بك من قلب لا يخشع، نفس لا تشبع، ودعاء لا يسمع، وعلم لا ينفع، اللهم إني أعوذ بك من هؤلاء الأربع، اللهم إني أسألك عيشة نقية وميتة سوية ومردا غير مخزي (باب ما جاء في أدعية كان النبي صلى الله عليه وسلم يكثر
__________
(1) (سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا هاشم أبو النضر قال ثنا الفرج يعني ابن فضالة ثنا أبو سعيد المدني عن أبي هريرة الخ (غريبة) المراد بالوصية المذكورة قوله تعالى (ولقد وصينا الذين أتو الكتاب من قبلكم وإياكم أن إتقو الله) فغنها للأولين والآخرين، وهي التقوى والتسليم لله العظيم في جميع الأمور، والرضا بالمقدور على ممر الدهور (تخريجه) (مذ) وقال هذا الحديث غريب (قلت) في سنده الفرج بن فضالة وهو ضعيف (سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا إبراهيم بن إسحاق الطالقاني ثنا ابن مبارك عن يحيى بن حسان الخ (تخريجه) لم أقف عليه لغير الإمام أحمد وسنده جيد (سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا إسماعيل ثنا ليث عن مدرك من حديث عبد الله بن أبي أوفى الخ (غريبة) معناه طهرني المن الذنوب والخطايا، ووقع في رواية البخاري من حديث عائشة بلفظ (اللهم اغسل عني خطاياي بماء الثلج والبرد) (البرد) بفتحتين ماء متجمد ينزل من السماء يشبه الحصى ويسمى حب الغمام وحب المزن (وقوله والماء البارد) لعله يريد ماء الثلج بعد ذوبانه بدليل قوله في رواية البخاري (بماء الثلج) قال الحافظ وحكمة العدول عن الماء الحار إلى الثلج والبرد مع أن الحار في العادة أبلغ في إزالة الوسخ، الإشارة إلى أن الثلج والبرد ما آن طاهران لم تمسهما الأيدي ولم يمتهنهما الاستعمال، فكان ذكرهما آكد في هذا المقام الدنس بفتحتين الوسخ وهذه الجملة مؤكدة للجملة قبلها ومجاز عن إزالة الذنوب ومحو أثرها، وخص الثوب الأبيض لأن ظهور الدنس فيه أظهر من ظهوره في غيره: وخص القلب بالذكر في هذه الجملة لأن محل الإيمان وملك الأعضاء واستقامتها باستقامته أي مشرق الشمس ومغربها: والغرض إبعاد الذنوب عنه والحيلولة بينه وبينها بالكلية ذكر الأربع إجمالا بعد ذكرها تفصيلا للتوكيد، ولا يقال إن هذا سجع في الدعاء وهو مكروه: لأنه صدر منه صلى الله عليه وسلم بغير قصد، ولذلك جاء في غاية الانسجام أي زكية