كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 14)
-287 -
ومنها ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار
-----
الدعاء بها (منها) ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا) (عن قتادة أنه سأل أنسا) أي دعوة كان أكثر ما يدعو بها النبي صلى الله عليه وسلم؟ قال كان أكثر دعوة يدعو بها رسول الله صلى الله عليه وسلم اللهم ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار، وكان أنس إذا أراد أن يدعو بدعوة دعا بها، وإذا أراد أن يدعو بدعاء دعا بها فيه (عن أنس ابن مالك) رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم عاد رجلا من المسلمين قد صار مثل الفرخ، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم هل كنت تدعو بشيء أو تسأله إياه؟ قال نعم كنت أقول اللهم ما كنت معاقبي به في الآخرة فعجله لي في الدنيا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم سبحان الله لا تطيقه ولا تستطيعه فهلا قلت (ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار)؟ قال فدعا الله
__________
راضية مرضية (وميتة) بكسر الميم وسكون التحتية وهي حالة الموت (سوية) بفتح فكسر ثم تحتية مفتوحة مشددة أي معتدلة فلا أرذل العمر ولا أقاسي مشاق الهرم (ومراد غير مخزي) بإثبات الياء التحتية مشددة وضم الميم وبالزاي المكسورة أي مرتجعا إلى الآخرة غير مذل ولا يوقع في بلاء (تخريجه) لم أقف عليه بهذا السياق لغير الإمام أحمد: ورواه الترمذي مختصرا إلى قوله من الدنس وقال حديث حسن صحيح غريب: وروى الشيخان طرفه الأول إلى قوله بين المشرق والمغرب من حديث عائشة، وروى ما بعد هذه الجملة إلى قوله اللهم إني أعوذ بك من هؤلاء الأربع (مذ نس) من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص (د نس جه ك) من حديث أبي هريرة، وروى الباقي منه (بز طب ك) وقال على شرط مسلم، قال الهيثمي إسناد الطبراني جيد اهـ، ورواه مسلم من حديث زيد بن أرقم بدون قوله اللهم إني أعوذ بك من هؤلاء الأربع، وأبدلها بقوله (ومن دعوة لا يستجاب لها) والله أعلم (سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا إسماعيل ثنا عبد العزيز قال سأل قتادة أنسا (يعني ابن مالك) الخ (غريبة) الحسنة تشمل كل مطلوب دنيوي، وأما الحسنة في الآخرة فأعلى ذلك دخول الجنة وتوابعه من الأمن ومن الفزع الأكبر وتيسير الحساب وغير ذلك من الأمور الأخروي (وأما النجاة من النار) فهو يقتضي تيسير أسباب في الدنيا من اجتناب المحارم والآثام وترك الشبهات والحرام يعني إذا أراد أن يختصر في الدعاء دعا بها، وإن أراد أن يدعو بدعوات طويلة دعا بها ضمن دعواته لحرصه عليها (تخريجه) (ق. وغيرهما) ابن أبي عدي عن حميد وعبد الله بن بكر السهمي ثنا حميد عن ثابت ابن أنس الخ (غريبة) أي مريضا أضعفه المرض حتى صار ضعيفا مثل الفرخ وهو ولد الطير عند خروجه من البيضة يعني فاستجاب الله دعاءه وابتلاه بالمرض (تخريجه) قال النووي في هذا الحديث النهي عن الدعاء بتعجيل العقوبة وفيه فضل الدعاء باللهم ربنا آتنا في الدنيا حسنة الخ، وفيه كراهة تمنى البلاء لئلا يتضجر منه فيحرم