كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 14)

-289 -
ومنها يا مصرف القلوب ثبت قلبي على طاعتك
-----
يكثر يدعو بها، يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك، قالت فقلت يا رسول الله إنك تكثر تدعو بهذا الدعاء؟ فقال إن قلب الآدمي بين إصبعين من أصابع الله عز وجل، فإذا شاء أزاغه، وإذا شاء أقامه (عن أنس بن مال) رضي الله عنه قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكثر أن يقول يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك، فقال له أصحابه وأهله يا رسول الله أتخاف علينا وقد آمنا بك وبما جئت به؟ قال إن القلوب بيد الله عز وجل يقلبها (عن عبد الله بن عمرو) أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إن قلوب بني آدم كلها بين إصبعين من أصابع الرحمن عز وجل كقلب واحد يصرفه كيف يشاء، ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اللهم مصرف القلوب أصرف قلوبنا إلى طاعتك (عن عائشة رضي الله عنها) أنها قالت ما رفع رسول الله صلى الله عليه وسلم رأسه إلى السماء إلا قال يا مصرف القلوب ثبت قلبي على طاعتك، (عن أبي موسى الأشعري) رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إنما سمي القلب من تقلبه، إنما مثل القلب كمثل ريشة معلقة في أصل شجرة يقلبها الريح ظهرا لبطن (ومنها اللهم اغفر لي ما أخطأت وما تعمدت الخ)
__________
عن المعلى بن زياد وهشام ويونس عن الحسن أن عائشة قالت دعوات الخ (تخريجه) (نس) قال العراقي وسنده جيد (قلت) وأصله ثابت في الصحيحين وغيرهما من طرق كثيرة (سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا عفان ثنا عبد الواحد ثنا سليمان بن مهران عن أبي سفيان عن أنس ابن مالك الخ (تخريجه) (مذ جه ك) وصححه الحاكم وأقره الذهبي وروى نحوه (عل) من حديث جابر، وقال الهيثمي رجاله رجال الصحيح (سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا أبو عبد الرحمن ثنا حيوة أخبرنا أبو هانئ أنه سمع أبا عبد الرحمن الحبلى أنه سمع عبد الله بن عمرو (يعني ابن العاص) أنه سمع رسول الله (الخ) (غريبة) معناه أنه يتصرف في جميع قلوبهم كتصرف في قلب رجل واحد لا يشغله قلب عن قلب، وفيه دلالة على كامل قدرته وأنه لا يقدر على ذلك غيره سبحانه ما أعظمه (تخريجه) (م) (سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا قتيبة ثنا حاتم بن إسماعيل عن مسلم بن محمد بن زائدة عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن عائشة الخ (تخريجه) لم أقف عليه لغير الإمام أحمد، وفي إسناده مسلم بن محمد بن زائدة (قال الحافظ) في تعجيل المنفعة شيخ الحاتم بن إسماعيل كذا وقع في رواية، وإنما هو صالح بن محمد بن زائدة الليثي وهو في تهذيب اهـ (قلت) صالح محمد الذي أشار إليه الحافظ تكلم فيه بعضهم، وقال الامام أحمد لا بأس به (خلاصة) (سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا عفان ثنا عبد الواحد بن زياد ثنا عاصم الأحول عن أبي كبشة قال سمعنا أبا موسى يقول على المنبر قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الخ (غريبة) أي لكثرة تقلبه وعدم ثبوته على حالة واحدة شبه القلب بالريشة لسرعة تقلبها بالقليل من الريح لا سيما إذا كانت معلقة ووصفها بالتعليق لأنه أبلغ في كثرة تقلب المعلق بالريح من الملقى على الأرض قال المظهر ظهرا

الصفحة 289