كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 14)
-291 -
ومنها دعاء العباس وأبي بكر رضي الله عنهما
-----
أجلي فعلمني شيئا ينفعني الله به، قال يا عباس أنت عمي ولا أغنى عنك من الله شيئا، ولكن سل ربك العفو والعافية في الدنيا والآخرة قالها ثلاثا، ثم أتاه عند قرن الحول فقال له مثل ذلك (عن رفاعة بن رافع) قال سمعت أبا بكر رضي الله عنه يقول على منبر رسول الله صلى الله عليه وسلم سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول فبكى أبو بكر حين ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم سرى عنه ثم قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في هذا القيظ عام الأول سلوا الله العفو والعافية واليقين في الآخرة والأولى (عن الحسن) أن أبا بكر رضي الله عنه خطب الناس فقال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا أيها الناس إن الناس لم يعطوا في الدنيا خيرا من اليقين والمعافاة فسلوهما الله عز وجل
__________
عن أبيه العباس الخ (غريبة) أي تنجيك قرابتي من عذاب الله أن كنت مقصرا في حقوقه ولكن سل ربك العفو والعافية، ومعنى محو الذنب، ومعنى العافية السلامة من الأسقام والبلاء وضعف الإيمان وما يترتب عليه من ارتكاب الذنوب، قال بعض العارفين أكثروا من سؤال العافية فإن المبتلى وإن اشتد بلائه لا يأمن ما هو أشد منه (وقوله في الدنيا والآخرة) يتضمن إزالة الشرور الماضية والآتية، وهذا منه جوامع الكلم، إذ ليس شيء يعمل للآخرة يتقبل إلا اليقين، وليس شيء من أمر الدنيا يهنأ به صاحبه إلا مع الأمن والصحة وفراغ القلب فجمع أمر الآخرة كله في كلمة وأمر الدنيا كله في كلمة أي عند آخر الحول وأول الثاني، والمراد بحول السنة (تخريجه) (طب) بأطول من هذا واختلاف في بعض الألفاظ وبأسانيد متعددة، قال الهيثمي ورجال بعضها رجال الصحيح غير يزيد بن أبي زياد (يعني عند الطبراني) وهو حسن الحديث اهـ (قلت) ورواه (مذ ك) وصححاه لكن في إسناده عند الإمام أحمد من لم يسم (سنده) حدثنا عبد الله قال حدثني أبي قال ثنا عبد الرحمن بن مهدي وأبو عامر قالا ثنا زهير يعني ابن محمد عن عبد الله يعني ابن محمد بن عقيل عن معاذ بن رفاعة الأنصاري عن أبيه (يعني رفاعة بن رافع) الخ (غريبة) يعني غلبه البكاء عند قوله سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم لأنه كان في ذاك الوقت لم يمض على وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا عام واحد بدليل قوله (في هذا القيظ عام الأول) يعني من العام الماضي، والقيظ زمن شدة الحر بضم المهملة وكسر الراء مشددة أي ذهب عنه ما يجد من البكاء تقدم تفسير العفو والعافية في شرح الحديث السابق، والمراد باليقين هنا الإيمان الكامل فإن ذلك أصل جميع النعم (وقوله في الآخرة والأولى) يعني الدنيا والآخرة (تخريجه) (مذ جه) وقال الترمذي حسن غريب، ورواه النسائي من طرق أحد أسانيدها صحيح قاله المنذري (سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا إسماعيل ابن إبراهيم عن يونس عن الحسن (يعني البصري) أن أبا بكر رضي الله عنه خطب الناس الخ (غريبة) تقدم معنى اليقين وهو الإيمان الكامل (والمعافاة) مفاعلة من العافية ومعناه يعافيك الله عن الناس بصرف أذاهم عنك وأذاك عنهم، وقيل مفاعله من العفو يعني عفوك عنهم وعقوهم عنك والمآل واحد (فسلوهما