كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 14)

-292 -
ومنها دعاء أنس وأبي وموسى زيد بن ثابت رضي الله عنهم
-----
(عن أنس بن مالك) رضي الله عنه قال جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله أي الدعاء أفضل؟ قال تسأل ربك العفو والعافية في الدنيا والآخرة، ثم أتاه من الغد فقال يا رسول الله أي الدعاء أفضل؟ قال قال تسأل ربك العفو والعافية في الدنيا والآخرة، ثم أتاه اليوم الثالث فقال يا رسول الله أي الدعاء أفضل؟ قال تسأل ربك العفو والعافية في الدنيا والآخرة فإنك إذا أعطيتهما في الدنيا ثم أعطيتهما في الآخرة فقد أفلحت (عن أي موسى) أن عليا رضي الله عنه قال قال النبي صلى الله عليه وسلم سل الله تعالى الهدى والسداد، واذكر بالهدى هدايتك الطريق، واذكر بالسداد تسديدك السهم (عن زيد بن ثابت) رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم علمه دعاء وأمره أن يتعاهد به أهله كل يوم قال، قل كل يوم حين تصبح لبيك اللهم لبيك وسعديك والخير في يديك ومنك وبك واليك، اللهم ما قلت من قول أو نذرت
__________
الله عز وجل) أي لأنهما قد جمعا بين عافيتي الدنيا والآخرة والدين (تخريجه) (مذ جه) وحسنه الترمذي ولكن ليس من طريق الحسن فإن لم يدرك أبا بكر رضي الله عنه فحديثه عند الإمام أحمد ضعيف لانقطاعه ولكن تعضده الأحاديث الأخرى والله أعلم (سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا هاشم بن القاسم ثنا زياد بن عبد الله بن علاثة ثنا سلمة بن وردان المدني قال سمعت أنس بن مالك قال جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم الخ (غريبة) أي فزت وظفرت وإنما لم يأمره صلى الله عليه وسلم بغير هذا الدعاء بعد إلحاح الرجل ثلاث مرات في ثلاث أيام لأنه متضمن للعفو عن الماضي والآتي فالعافية في الحال والعفو في الاستقبال، فهو طلب دوام العافية واستمرارها لهذا سمي أفضل الدعاء، وهو من جوامع الكلم كما تقدم (تخريجه) (جه مذ) وقال هذا حديث حسن غريب إسنادا اهـ (قلت) وصححه الحافظ السيوطي (سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا خلف ثنا خالد عن عاصم بن كليب عن أبي بردة عن أبي موسى (يعني الأشعري) أن عليا الخ (غريبة) الهدى بضم الهاء وفتح الدال المهملة معناه الرشاد إلى الطريق المستقيم ويذكر ويؤنث (والسداد) بفتح السين المهملة أصله الاستقامة والقصد في الأمور، ومعنى اذكر بالهدى هدايتك الطريق لا يضل عنه، ومسدد السهم يحرص على تقويمه ولا يستقيم رميه حتى يقومه، وكذا الداعي ينبغي أن يحرص على تسديد علمه وتقويمه ولزومه السنة والجماعة، ففي استحضاره هداية الطريق وتسديد السهم حال الدعاء تنبيه له (تخريجه) (م د نس) (سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا أبو المغيرة ثنا ضمرة بن حبيب بن صهيب عن أبي الدرداء عن زيد بن ثابت الخ (غريبة) تقدم الكلام مبسوطا في معنى لبيك وسعديك في باب التلبية من كتاب الحج في الجزء الحادي عشر صحيفة 174 والمراد بالتلبية هنا الإخبار بالملازمة على الطاعة والعبادة أي عبادة كانت، (ومعنى سعديك) أي مساعدة لطاعتك بعد مساعدة (والخير في يديك)

الصفحة 292