كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 14)

-293 -
دعاء زيد بن ثابت رضي الله عنه
-----
من نذر أو حلفت من حلف فمشيئتك بين يديه، ما شئت كان، وما لم تشأ لم يكن، ولا حول ولا قوة إلا بك إنك على كل شيء قدير، اللهم وما صليت من صلاة فعلى من صليت، وما لعنت من لعنة فعلى من لعنت إنك أنت وليي في الدنيا والآخرة توفني مسلما وألحقني بالصالحين أسألك الله الرضا بالقضاء وبرد العيش بعد الممات ولذة نظر إلى وجهك وشوقا إلى لقائك من غير ضراء مضرة ولا فتنة مضلة أعوذ بك اللهم أن أظلم أو أظلم أو أعتدي أو يعتدى علي أو أكتسب خطيئة محبطة أو ذنبا لا يغفر، الله فاطر السماوات والأرض عالم الغيب والشهادة ذا الجلال والإكرام فإني أعهد إليك في هذه الحياة الدنيا وأشهدك وكفى بك أني أشهد أن لا اله إلا أنت وحدك لا شريك لك، لك الملك والحمد، وأنت على كل شيء قدير، وأشهد أن محمدا عبدك ورسولك، وأشهد أن وعدك حق ولقاءك حق والجنة حق والساعة آتية لا ريب فيها، وأنت تبعث من في القبور، وأشهد أنك إن تكلني إلى نفسي تكلني إلى ضيعة وعورة وذنب وخطيئة
__________
رواية مسلم بيديك بالباء الموحدة بدل الفاء: والمعنى واحد وهو أن الخير كله بيد الله عز وجل، ومنه وبتوفيقه وإليه يرجع الفضل في ذلك كله، وهذا معنى قوله (ومنك وبك وإليك) (والتاء مضمومة) في قوله ما قلت ونذرت وحلفت لأنها تاء المتكلم جاء في بعض الروايات (فمشيئتك بين ذلك كله) روى برفع مشيئتك على الابتداء، ومعناه الاعتذار بسابق الأقدار العائقة عن الوفاء بما ألزم به نفسه (وروى بنصب مشيئتك) على تقدير أقدم مشيئتك في ذلك وأنوى الاستثناء فيه طرحا للحنث متى عند وقوع الحلف، وقد جاءت الأحاديث بأن تقييد اليمين ونحوها بالمشيئة يقتضي عدم لزومها، فهذا القول يقتضي أن جميع ما يقوله الذاكر بهذا الذكر من الأقوال في حلف ونذر وغيرهما مقيد بالمشيئة الربانية الواو المتكلم أيضا، ومعنى الصلاة هنا الدعاء (وقوله فعلى من صليت) بفتح التاء لأنها ضمير المخاطب وهو الله عز وجل، والصلاة من الله الرحمة وكذا قوله (وما لعنت) من لعن بضم التاء أيضا (فعلى من لعنت) بفتحها في بعض الروايات الرضا بعد القضاء، قيل وهي أبلغ من الرضا بالقضاء فإنه قد يكون عزما فإذا وقع القضاء تنحل العزيمة، وإذا حصل الرضا بالقضاء بعد القضاء كان حالا وليس المراد الرضا بالذنوب التي قضاها الله تعالى، بل الرضا بما قضى به من مصائب الدنيا أو ما يبتلي العبد به (وقوله وبرد العيش) أي الراحة الدائمة بعد الموت في البرزخ وفي القيامة، وأصل البرد في الكلام السهولة ومنه قوله صلى الله عليه وسلم (الصوم في الشتاء الغنيمة الباردة) رواه (عل طب هق) والإمام أحمد أيضا من حديث عامر بن مسعود هكذا بالأصل (ولذة النظر) وفي المستدرك (ولذة النظر) بالألف واللام أي إلى ضياع وتلف، والضيعة في الأصل المرة من الضياع وهو المراد هنا: ولها معان غير هذا، والمراد بالعورة هنا العيب والخلل، وكل عيب وخلل في شيء يقال له عورة، والمعنى إن تكلني إلى نفسي تكلني إلى ضياع وتلف وعيب وخلل (تخريجه) (طب. ك

الصفحة 293