كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 14)

-295 -
ومنها دعاء عائشة وأم سلمة رضي الله عنهما
-----
تعلم إنك علام الغيوب (عن أم كلثوم) بنت أبي بكر عن عائشة رضي الله عنهم أن أبا بكر دخل على رسول الله صلى الله عليه وسلم فأراد أن يكلمه وعائشة تصلي: فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم عليك بالكوامل أو كلمة أخرى (وفي لفظ عليك بالجوامع الكوامل) فلما انصرفت عائشة سألته ما علمت منه وما لم أعلم، وأعوذ بك من الشر كله عاجله وآجله ما علمت منه وما لم أعلم، وأسألك من الخير ما سألك عبدك ورسولك محمد صلى الله عليه وسلم، وأستعيذك مما إستعاذك منه عبدك ورسولك محمد صلى الله عليه وسلم، وأسألك ما قضيت لي من أمر أن تجعل عاقبته رشدا (وفي لفظ) وأسألك أن تجعل كل قضاء تقضيه لي خيرا (عن أم سلمة) رضي الله عنها قالت قلت يا رسول الله ألا تعلمني دعوة أدعو بها لنفسي؟ قال بلى، قولي اللهم رب محمد النبي اغفر لي ذنبي وأذهب غيظ قلبي وأجرني من مضلات الفتن ما أحييتنا (عن عمران بن حصين أو غيره) أن حصينا أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا محمد لعبد (بفتح أوله وثانيه) المطلب كان خيرا لقومه منك، كان
__________
تغفر لي ما عملته مني من تقصير وإن لم أحط به علما (تخريجه) (نس مذ ك) وصححه الحاكم وأقره الذهبي (سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا محمد بن جعفر ثنا شعبة عن جبر بن حبيب عن أم كلثوم الخ (غريبة) أو للشك من الراوي يشك هل قال عليك بالكوامل أو قال كلمة أخرى بمعناها، وقد جاء في اللفظ الآخر (عليك بالجوامع الكوامل) وهي التي جمعت معاني كثيرة في لفظ مختصر وجيز الآجل على وزن فاعل هو خير الآخرة، والعاجل هو خير الدنيا معناه ما قضيته لي في علمك سواء وقع منه شيء أو لم يقع: وسواء علمته بضم المثناة أو لم أعلم، وكذلك يقال في الاستعاذة من الشر قال الحليمى هذا من جوامع الكلم التي استحب الشارع الدعاء به، لأنه إذا دعا بهذا فقد سأل الله من كل خير وتعوذ به من كل شر، ولو اقتصر الداعي على طلب حسنة بعينها أو دفع سيئة بعينها كان قد قصر في النظر لنفسه أي خيرا كما في اللفظ الآخر هذا اللفظ رواه الإمام أحمد عن عفان قال ثنا حماد بسند حديث الباب (تخريجه) (جه ك) والبخاري في الأدب وصححه الحاكم وأقره الذهبي هذا طرف من حديث طويل تقدم بطوله وسنده وشرحه وتخريجه في باب الأدعية التي كان صلى الله عليه وسلم يكثر الدعاء بها رقم 225 وإنما ذكرنه هنا لمناسبة ترجمة الباب (سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي حدثنا حسين ثنا شيبان عن منصور عن ربعي بن حراش عن عمران بن حصين أو غيره الخ (وقد جاء هذا الحديث) عند الحاكم بلفظ (عن عمران بن حصين عن أبيه) أنه أتى النبي صلى الله عليه وسلم قبل أن يسلم الخ: وهو يفيد أن حصينا والد عمران كان إذ ذاك كافرا لم يسلم، وقد أرسله كفار قريش ليخاصم النبي

الصفحة 295