كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 14)
-306 -
التعوذ من عذاب النار وفتنة الغنى والفقر
-----
ما عملته نفسي) (عن عائشة رضي الله عنها) قالت فزعت ذات ليلة وفقدت رسول الله صلى الله عليه وسلم فمددت يدي فوقعت على قدمي رسول الله صلى الله عليه وسلم وهما منتصبان وهو ساجد وهو يقول أعوذ برضاك من سخطك، وأعوذ بمعافاتك من عقوبتك، وأعوذ بك منك، لا احصي ثناء عليك أنت كما أثنيت على نفسك (عن علي رضي الله عنه) أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول في آخر وتره اللهم إني أعوذ برضاك من سخطك (فذكر مثل حديث عائشة حرفا بحرف) (عن عائشة رضي الله عنها) أن رسول صلى الله عليه وسلم كان يدعو بهؤلاء الدعوات اللهم فإني أعوذ بك من فتنة النار وعذاب النار، وفتنة القبر وعذاب القبر، ومن شر فتنة الغنى ومن شر فتنة الفقر، وأعوذ بك من فتنة المسيح الدجال، اللهم اغسل خطاياي بماء الثلج والبرد، ونق قلبي من الخطايا كما نقيت الثوب الأبيض من الدنس وباعد بيني
__________
وجميع ما يعلمه سابقه ولا حقه هو ميسر لخيره ومعصوم من شره (تخريجه) (م د نس جه ش) (سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا ابن نمير ثنا عبيد الله عن محمد بن يحيى عن عبد الرحمن الأعرج عن عائشة الخ (غريبة) بكسر الزاي من باب تعب أي خافت ذات ليلة لكونها لم تجد رسول الله صلى الله عليه وسلم في الفراش بفتح الخاء المعجمة من باب تعب، والسخط بالضم اسم منه وهو الغضب، والمعنى أعوذ بما يرضيك عما يغضبك استعاذ بمعافاته بعد استعاذته برضاه لأنه يحتمل أن يرضى عنه من جهة حقوقه ويعاقبه على حقوق غيره (وأعوذ بك منك) أي برحمتك من عقابك يعني قوله تعالى (فلله الحمد رب السماوات ورب الأرض ورب العالمين) وهذا اعتراف بالعجز والتقصير عن أداء ما أوجب الله عليه تعالى وأن الله عز وجل هو المثنى والمثنى عليه وأن الكل منه وإليه (كل شيء هالك إلا وجهه) (تخريجه) (م والأربعة) (سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا بهز وأبو كامل قالا ثنا حماد قال بهز قال أنبأنا هشام بن عمرو الفزاري عن عبد الرحمن ابن الحارث بن هشام المخزومي عن علي الخ (غريبة) بينت هذه الرواية أنه صلى الله عليه وسلم كان يقول ذلك في آخر الوتر (تخريجه) (الأربعة وغيرهم) وسنده جيد (سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا ابن نمير عن هشام عن أبيه عن عائشة الخ (غريبة) قال الطيبي قوله فتنة النار أي فتنة تؤدي إلى عذاب النار وإلى عذاب القبر لئلا يتكرر إذا فسر بالعذاب أي البطر والطغيان والتفاخر وصرف المال في المعاصي أي كحسد الأغنياء والطمع في مالهم والتذلل لهم بما يدنس العرض ويثلم الدين ويوجب عدم الرضا بما قسم سمي مسيحا لكون إحدى عينية ممسوحة فعيل بمعنى مفعول أو لمسحة الأرض وقطعها في أمد قليل فهو معنى فاعل، ووصف بالدجال احترازا عن عيسى عليه السلام من الدجل وهو الخلط أو التغطية أو الكذب: وإنما استعاذ منه مع كونه لا يدرك نشرا لخبره بين أمته جيلا بعد جيل لئلا يلتبس كفره على مدركه، وبقية الحديث تقدم شرحه أحاديث تقدمت
الصفحة 306
315