كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 14)

-308 -
ما جاء في حكم الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم عند ذكره وذم تاركها
-----
واسألوا الله لي الوسيلة فإنها درجة في أعلى الجنة لا ينالها إلا رجل وأرجو أن أكون أنا هو (باب ذم تارك الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم)
(عن أبي هريرة) رض ي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لرغم أنف رجل ذكرت عنده
__________
إلى الله عز وجل بامتثال أمره لقوله (يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه الآية) وقال ابن عبد السلام ليست صلاتنا عليه صلى الله عليه وسلم شفاعة له فإن مثلنا لا يشفع له، لكن الله أمرنا بمكافأة من أحسن إلينا، وفائدة الصلاة ترجع إلى المصلى عليه (فائدة) قال البارزي في الخصائص من خواصه صلى الله عليه وسلم أنه ليس في القرآن ولا غيره صلاة من الله على غيره فهي خصيصة تختصه الله بها دون سائر الأنبياء أي المنزلة العلية كما فسرها بقوله فإنها درجة في أعلى الجنة (وفي لفظ أعلى درجة الجنة) قال القاضي عياض وأصل الوسيلة ما يتقرب به إلى غيره قال تعالى (يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وابتغوا إليه الوسيلة) أي بفعل الطاعات، ومن وسل إلى كذا تقرب إليه قال لبيد: أرى الناس لا يدرون قد أمرهم ألا كل ذي لب إلى الله واسل: وإنما سميت وسيلة لأنها منزلة يكون الواصل إليها قريبا من الله، فتكون كالوصلة التي يتوسل بالوصول إليها والحصول فيها إلى الزلفى منه تعالى والانخراط في الملأ الأعلى، ولأنها منزلة سنية ومرتبة علية يتوسل الناس بمن اختص بها ونزل فيها إلى الله تعالى شفيعا مشفعا يخلصهم من أليم عذابه عبر صلى الله عليه وسلم بالرجاء مع أنه صاحبها وأهلها ولا تكون لأحد غيره تأدبا مع الله عز وجل وتواضعا منه قال ابن القيم هكذا الرواية (أن أكون أنا هو) ووجهه أن الجملة خبر عن اسم كان المستتر فيها، ولا يكون فصلا ولا توكيدا بل مبتدءا (تخريجه) (مذ) في المناقب من حديث كعب عن أبي هريرة وقال غريب، إسناده ليس بالقوي وكعب غير معروف اهـ ورواه أيضا البزار بنحوه (باب) (سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا ربعي بن إبراهيم قال أبي وهو أخو إسماعيل بن إبراهيم يعني ابن علية قال أب وكان يفضل على أخيه عن عبد الرحمن بن إسحاق عن سعيد عن أبي سعيد عن أبي هريرة الخ (غريبة) بكسر الغين المعجمة أي لصق أنفه بالرغام أي التراب، هذا أصله ثم استعمل في الذل والهوان له (وقوله أنف رجل) إنسان سواء كان ذكرا أو أنثى، وذكر الرجل وصف طردي بالبناء المفعول ذكر إسمي عنده والمعنى خاب وخسر من قدر أن ينطق بأرع كلمات توجب لنفسه عشر صلوات من الله ورفع عشر درجات وحط عشر خطيئات فلم يفعل، لأن الصلاة عليه صلى الله عليه وسلم عبارة عن تعظيمه، فمن عظمه عظمة الله، ومن لم يعظمه أهانه الله وحقر شأنه (والفاء) في قوله (فلم يصل على) للتعقيب فهي تفيد ذم التراخي عن تعقيب الصلاة عليه بذكره صلى الله عليه وسلم. وليس هذا آخر الحديث، وبقيته، ورغم أنف رجل دخل عليه رمضان فانسلخ قبل أن يغفر له: ورغم أنف رجل أدرك أبواه عند الكبر فلم يدخلاه الجنة، قال ربعي لا أعلمه إلا قد قال أو أحدهما (يعني أحد أبويه) (تخريجه) (مذ ك) وقال الترمذي حسن غريب من هذا الوجه (قلت) وسكت عنه الحاكم

الصفحة 308