كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 14)
-60 -
التشديد في قتل العدو إذا اعترف بالإسلام
-----
استغفر لي غفر الله لك، قال هل أحدثت؟ قال لما هزم القوم وجدت رجلا بين القوم والنساء فقال إني مسلم أو قال أسلمت فقتلته، قال تعوذ بذلك حين غشيه الرمح، قال هل شققت عن قلبه تنظر إليه؟ فقال لا والله ما فعلت، فلم يستغفر له أو كما قال، أو قال في حديثه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اغزوا بني فلان مع فلان فانطلق رجل من لحمى معهم فلما رجع إلى نبي الله صلى الله عليه وسلم قال يا نبي الله استغفر لي غفر الله لك، قال وهل أحدثت؟ قال لما هزم القوم أدركت رجلين بين القوم والنساء فقالا أسلمنا فقتلتهما، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم عما أقاتل الناس إلا على الإسلام؟ والله لا أستغفر لك أو كما قال، فمات بعد فدفنته عشيرته فأصبح قد نبذته الأرض، ثم دفنوه وحرسوه ثانية فنبذته الأرض ثالثة، فلما رأوا ذلك ألقوه أو كما قال (عن حميد بن هلال) قال جمع بيني وبين بشر بن عاصم صبحا فبرز رجل من أهل الماء فحمل عليه رجل من المسلمين، فقال أني مسلم فقتله، فلما قدموا أخبروا النبي صلى الله عليه وسلم بذلك فقام رسوا الله صلى الله عليه وسلم خطيبا فحمد الله وأثنى عليه ثم قال أما بعد فما بال المسلم يقتل الرجل وهو يقول إني مسلم، فقال الرجل إنما قالها متعوذا فصرف رسول الله صلى الله عليه وسلم وجهه ومد يده اليمنى (وفي لفظ فأقبل عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم تعرف المساءة في وجهه) وقال أبي الله علي من قتل
__________
يعني هل أذنبت ذنبا يوجب الاستغفار؟ أي لأنه لم يقل إني مسلم إلا خوفا من القتل الظاهر أن النبي لم يستغفر له لأنه علم بطريق الوحي سوء نيته أي من أقاربي في هذه الرواية قال أدركت رجلين وفي الرواية الأولى قال رجلا، والظاهر أن هذا من اختلاف الرواة والله أعلم أي بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم إنما نبذته الأرض لغضب الله عز وجل عليه وليعتبر به غيره (تخريجه) لم أقف عليه لغير الإمام أحمد، وفي إسناده رجل لم يسم فلا يحتج به، (سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا يونس ثنا حماد يعني ابن سلمة عن يونس بن عبيد عن حميد بن هلال الخ (غريبة) أي أتوا يقال غشيه أغشاه من باب تعب أتيته والاسم الغشيان بالكسر يعني ما أراد بها الإسلام وإنما أراد بها التحصن من القتل (وقوله فصرف رسول الله صلى الله عليه وسلم وجهه، وفي الرواية الأخرى فأقبل عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم) معناه أنه صلى الله عليه وسلم صرف عنه وجهه من فعله، ثم أقبل عليه غاضبا مشيرا بيده اليمنى إليه قائلا أبى الله من قتل مسلما وكرر هذه الجملة ثلاث مرات للتأكيد، والظاهر والله أعلم أن قوله أبى الله على من قتل مسلما يعني أن يغفر له: فقد جاء عن أبي الدرداء قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول (كل ذنب عسى الله أن يغفره الرجل يموت مشركا أو يقتل مؤمنا متعمدا رواه (د حب- ك)) وقال