كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 14)
-68 -
النهي عن قتل أحد بالنار أو تعذيبه بها وتحريم الفرار من الزحف
-----
قدرتهم على فلان فأرقوه بالنار، فانطلقوا حتى تواروا منه ناداهم أو أرسل في أثرهم فردوهم ثم قال إن أنتم قدرتم عليه فاقتلوه ولا تحرقوه بالنار فإنما يعذب بالنار رب النار
(باب تحريم الفرار من الزحف إلا المتحيز إلى فئة وإن بعدت)
(عن أبي هريرة) رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم خمس ليس لهن كفارة الشرك بالله عز وجل وقتل النفس بغير حق بهت نؤمن أن الفرار يوم الزحف أو يمين صابرة يقتطع بها ما لا بغير حق (عن أيوب) رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من جاء يعبد الله لا يشرك به شيئا ويقيم الصلاة ويأتي الزكاة ويصوم رمضان ويجتنب الكبائر فإن له الجنة، وسألوه ما الكبائر؟ قال الاشرك بالله وقتل النفس المسلمة وفرار يوم الزحف (عن عبد الله بن عمر) رضي الله عنهما قال كنت في سرية من سرايا رسول الله صلى الله عليه وسلم
__________
وسنده جيد (باب) (سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي حدثنا زكريا بن عدي أنا بقية عن بحير بن سعد عن خالد بن معدان عن أبي المتوكل عن أبي هريرة الخ (غريبة) أي ليس لها كفارة توجب المغفرة لمرتكبها من غير جنسها كصيام أو صدقة أو عتق، وهذا لا ينافي أن لها كفارة أخرى (فكفارة الشرك بالله) يعني الكفر: التوبة والندم والرجوع إلى الايمان: وخص الشرك بالذكر لغلبته إذ ذاك (وكفارة قتل النفس) يعني عمدا بغير حق: التوبة والندم وبذل نفسه بإقامة الحد عليه (أما بهت المؤمن) فهو بفتح الباء الموحدة وسكون الهاء: ومعناه قوله عليه مالم يفعله وافتراء الكذب عليه: وكفارة ذلك التوبة والندم والتحلل من صاحبه (وأما الفرار يوم الزحف) وهو المقصود من ترجمة الباب، وهو الهرب من القتال عند زحف العدو حبا في الحياة وكراهة في الموت: فكفارته التوبة والندم والرجوع إلى القتال أي لازمة حابسة، أي ألزم بها وحبس عليها وكانت لازمة لصاحبها من جهة الحكم: فإن حلفها قاصدا أخذ مال غيره بغير حق فكفارتها التوبة والندم ورد المال إلى صاحبه والتحلل منه، وبغير ما ذكر لا تنفع كفارة لهذه الخصال، وهذا يدل على التشديد في أمرها وأنها من الكبائر (تخريجه) أخرجه أبو الشيخ في التوبيخ والديلمي في مسند الفردوس وفي إسناده بقية بن الوليد في كلام (سنده) حدثنا عبد الله حدقني أبي ثنا المقرئ ثنا حيوة بن شريح ثنا بقية حدثني بحير بن سعد عن خالد بن معدان ثنا أبورهم السمعي أن أبا أيوب حدثه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم الخ (غريبة) الكبائر جمع كبيرة وهي الفعلة القبيحة من الذنوب المنهى عنها شرعا لعظم أمرها، كالإشراك بالله الخ، وليست الكبائر محصورة في هذه الثلاث بل كثيرة جدا: فمنها الزنا وشرب الخمر والربا وعقوق الوالدين والغيبة والنميمة وغير ذلك كثير نجانا الله منها (تخريجه) لم أقف عليه لغير الإمام أحمد وفي إسناده بقية بن الوليد المذكور في الذي قبله وله شواهد صحيحة تؤيده (سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا حسن ثنا زهير ثنا يزيد ين أبي زياد عن عبد الرحمن بن أبي ليلى