كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 14)
-72 -
سبب نزول قوله تعالى (يسألونك عن الأنفال)
-----
قال فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بالقدور فأكفئت وقسم بيننا فجعل لكل عشرة شاة (عن عبد الله ابن مغفل) رضي الله عنه قال كنا محاصرين قصر خيبر فألقى إلينا رجل جرابا فيه شحم فذهبت آخذه فرأيت النبي صلى الله عليه وسلم فاستحييت (وعنه من طريق ثان) قال دلي جراب من شحم خيبر قال فالتزمته قلت لا أعطي أحدا منه شيئا: قال فالتفت فإذا رسول الله صلى الله عليه وسلم يتبسم قال بهز إلى (باب سبب نزول قول الله عز وجل يسألونك عن الأنفال الآية وتقسيم الغنيمة على السواء بين كل عامل عمل في الموقعة قدر جهده)
(عن أبي أمامة الباهلي) قال سألت عبادة بن الصامت رضي الله عنه الأنفال؟ فقال فينا معشر أصحاب بدر نزلت حين اختلفنا في النقل وساءت فيه أخلاقنا فانتزعه الله من أيدينا وجعله إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بين المسلمين عن بواء يقول على السواء
__________
ومعنى كفئ القدور كبها وافرغ ما فيها قال القرطبي المأمور بأكفائه إنما هو المرق عقوبة الذين تعجلوا، وأما نفس اللحم فلم يتلف بل يحمل على أنه جمع ورد إلى المغانم لأجل النهي عن إضاعة المال اهـ (قلت) وعلى قول القرطبي يحمل قوله في هذا الحديث (وقسم بيننا الخ) أنه صلى الله عليه وسلم قسم بينهم اللحم المطبوخ بعد رده إلى المغانم: فكان لكل عشرة شاة والله أعلم (تخريجه) أورده الهيثمي وقال رواه أحمد والطبراني في الكبير والأوسط باختصار النهبة وإكفاء القدور، وكذلك أبو يعلى: ورجال أحمد رجال الصحيح (قلت) ورواه أيضا الحاكم وقال صحيح الإسناد ولم يخرجاه وأقره الذهبي (سنده) حثنا عبد الله حدثني أبي ثنا عفان ثنا شعبة عن حميد بن هلال عن عبد الله بن مغفل الخ (غريبة) الجراب بكسر الجيم معروف وهو وعاء من جلد، والجمع جرب مثل كتاب وكتب (سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي يحيى بن سعيد وبهز قالا ثنا سليمان بن المغيرة قال ثنا حميد بن هلال قال ثنا عبد الله بن مغفل الخ أي اعتنقه وضمه إلى صدره أي لما رآه من حرصه على أخذه (وقوله قال بهز) بفتح الموحدة وسكون الهاء أحد الراوين اللذين روى عنهما الامام أحمد هذا الحديث معناه أن بهزازاد في رواته لفظ إلى بعد قوله يبتسم: وهذا موضع الدلالة من الحديث حيث إبتسم إليه النبي صلى الله عليه وسلم ولم ينكر فعله، وجاء في رواية أبي داود (هو لك) وكأنه صلى الله عليه وسلم عرف شدة حاجته إليه فسوغ له الاستئثار به والله أعلم (باب) الأنفال جمع نفل بالتحريك، قال في القاموس النفل محركة الغنيمة والنهبة والجمع أنفال ونفال اهـ والنفل بالسكون الزيادة على الواجب وهو التطوع وولد الولد نافلة لأنه زيادة على الولد والغنيمة نافلة: لأنها زيادة فيما أحل الله لهذه الأمة مما كان محرما على غيرها (سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا محمد بن سلمة عن ابن إسحاق عن عبد الرحمن عن سليمان بن موسى عن مكحول عن أبي أمامة الخ (غريبة) أي لأن بعضهم أراد أن يختص بالعطية دون غيره كما يستفاد من حديث الذي بعده بفتح الموحدة والواو بعدها همزة ممدودة وهو السواء