كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 14)
-74 -
بيان أن خمس الغنيمة لله ولرسوله
-----
(عن سعد بن مالك) رضي الله عنه قال قلت يا رسول الله الرجل يكون حامية القوم يكون سهمه وسهم غيره سواء؟ قال ثكلتك أمك ابن أم سعد وهل ترزقون وتنصرون إلا بضعفائكم (عن أبي الدرداء) رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول أبغوني ضعفاءكم فإنكم إنما ترزقون وتنصرون بضعفائكم
(باب فرض خمس الغنيمة لله ولرسوله وما جاء في تقسيمه)
(عن المقدام بن معد يكرب) الكندي أنه جلس مع عبادة بن الصامت وأبي الدرداء ولحارث بن معاوية الكندي رضي الله عنه فتذاكروا حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال أبو الدرداء لعبادة ياعبادة كلمات رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة كذا في شأن الأخماس، فقال عبادة إن رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى بهم في غزوتهم إلى بعير من المقسم فلما سلم قام رسول الله صلى الله عليه وسلم فتناول وبرة بين أنملته فقال إن هذه من غنائمكم، وإنه ليس لي فيها إلا نصيبي معكم إلا الخمس والخمس مردود عليكم فأدوا الخيط والمخيط وأكبر من ذلك وأصغر الحديث
__________
(سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا وكيع ثنا محمد بن راشد عن مكحول عن سعد بن مالك الخ (غريبة) بالحاء المهملة: قال في القاموس والحامية الرجل يحمي أصحابه، والجماعة أيضا حامية وهو على حامية القوم أي آخر من يحميهم في مضيهم اهـ بكسر الكاف أي فقدتك: والثكل بضم المثلثة فقد الولد وامرأة ثاكل وثكلى ورجل ثاكل وثكلان كأنه دعا عليه بالموت، وليس معناه مراد هنا لأنه من الألفاظ التي تجري على السنة العرب ولا يراد بها الدعاء، كقوله تربت يداك، وقاتلك الله، ونحو ذلك قال ابن بطال تأويل الحديث أن الضعفاء اشد إخلاصا في الدعاء وأكثر خشوعا في العبادة لخلاء قلوبهم عن التعليق بزخرف الدنيا (تخريجه) (نس وأبو نعيم في الحلية) وصححه الحافظ السيوطي (سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا ابن إسحاق ثنا ابن المبارك عن عبد الرحمن بن يزيد ابن جابر حدثني زيد بن أرطاة عن جبير بن نفير عن أي الدرداء الخ (غريبة) أي اطلبوا إلى ضعفائكم جاء في رواية للنسائي بلفظ (إنما تنصر هذه الأمة بضعفائها بدعوتهم وصلاتهم وإخلاصهم (تخريجه) (د نس مذ ك) وصححه الترمذي (باب) (سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا يحيى بن عثمان أبو زكريا البصري الحربي ثنا إسماعيل بن عياش عن أبي بكر بن عبد الله عن أبي سلام عن المقدام بن معد يكرب الخ (غريبة) أي من الغنيمة قبل أن تقسم أي شعرة من البعير ليس هذا مستثنى من المستثنى السابق، وإنما هو بيان له، فكأنه قال لا نصيبي معكم وهو الخمس (وقوله مردود عليكم) يعني على ذي قرباه واليتامى والمساكين وابن السبيل الخيط معلوم والخيط بوزن منبر الإبرة ليس هذا آخر الحديث: وبقيته لا تغلوا فإن الغلول نار وعار على أصحابه في الدنيا والآخرة، وجاهدوا الناس في الله تبارك وتعالى القريب والبعيد، ولا تبالوا في الله لومة لائم