كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 14)

-76 -
تعيين أقارب النبي صلى الله عليه وسلم الذين لهم سهم في الخمس
-----
رضي الله عنهما يكلمان رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما قسم من خمس حنين بين بني هاشم وبني المطلب فقالا يا رسول الله قسمت لإخواننا بني المطلب بن عبد مناف ولم تعطنا شيئا وقرابتنا مثل قرابتهم؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إنما أرى هاشما والمطلب شيئا واحدا، قال جبير ولم يقسم رسول الله صلى الله عليه وسلم لبني عبد شمس ولا لبني نوفل من ذلك الخمس كما قسم لبني هاشم وبني المطلب (وعنه أيضا) أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يقسم لعبد شمس ولا لبني نوفل من الخمس شيئا كما كان يقسم لبني هاشم وبني المطلب، أن أبا بكر كان يقسم الخمس نحو قسم رسول الله صلى الله عليه وسلم غير أنه لم يكن يعطي قربى رسول الله صلى الله عليه وسلم كما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعطيهم وكان عمر رضي الله عنه يعطيهم وعثمان من بعده منه (عن عبد الرحمن بن أبي ليلى) قال سمعت أمير المؤمنين عليا رضي الله عنه يقول اجتمعت أنا وفاطمة والعباس وزيد بن حارثة رضي الله عنهم عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال العباس يا رسول الله كبر سني ورق عظمي وكثرت مؤنتي، فإن رأيت يا رسول الله أن تأمر لي بكذا وكذا وسيقا من الطعام فافعل: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم نفعل ذلك. ثم قال زيد بن حارثة يا رسول الله كنت أعطيتني أرضا كانت معيشتي منها ثم قبضتها فإن رأيت أن تردها على فافعل، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم نفعل ذلك، قال فقلت أنا يا رسول الله إن رأيت أن تنوليني هذا الحق الذي جعله الله لنا في كتابه من هذا الخمس فأقسمه في حياتك كيلا ينازعنيه أحد بعدك
__________
عن الزهري قال أخبرني سعيد بن المسيب قال حدثني جبير بن مطعم أنه جاء وعثمان الخ ذكر في هذه الطريق أنهما جاءا يكلمان رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما قسم من خمس حنين، وفي الطريق الأولى أنهما جاءا يكلمانه لما قسم سهم القربى من خيبر، والظاهر أنهما واقعتان (تخريجه) (خ د ني) (سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا عثمان بن عمر قال ثنا يونس عن الزهري عن سعيد بن المسيب قال ثنا جبير بن مطعم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم الخ الظاهر أن أبا بكر رضي الله عنه كان يعطي بعضهم أكثر من بعض على حسب الحاجة معناه أن عمر وعثمان رضي الله عنهما كانا يعطيانهم لأكله كما يستفاد من قوله (منه) ويؤيده ما سيأتي في حديث ابن عباس حيث قال (وكان عمر عرض علينا منه شيئا رأيناه دون حقنا فرددناه عليه أبينا أن نقبله) والظاهر أن بعضهم رده كابن عباس وبعضهم قبله وسيأتي شرحه هناك والله أعلم (تخريجه) (د) سنده جيد، وأورد البخاري الشطر الأول منه وقال الحافظ في قوله (وأن أبا بكر) مدرجة من كلام الزهري (سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا محمد بن عبيد ثنا هاشم بن البريد عن حسين بن ميمون عن عبد الله بن عبد الله قاضي الري عن عبد الرحمن بن أبي ليلى الخ الوسق بفتح الواو وسكون المهملة وهو ستون صاعا بصاع النبي صلى الله عليه وسلم والصاع أربعة أمداد: وقيل إن أصل المد مقدر بأن يمد الرجل يديه فيملأ كفيه طعاما القائل

الصفحة 76